أكد مقال نشره موقع “مون أوف ألاباما” الأمريكي أن حرب العقوبات التي شنتها الولايات المتحدة ضد ألمانيا وروسيا بشأن مشروع خط أنابيب “نورد ستريم 2” انتهب بهزيمة أمريكية كاملة، لافتاً إلى أن محاولات الولايات المتحدة لعرقلة اكتمال المشروع كانت جزءاً من حملة ضخمة ملتبسة شنتها ضد روسيا على مدى السنوات الخمس الماضية، فهذا المشروع لا يصبُّ في صالح موسكو كما تعتقد واشنطن، بقدر ما هو مهمٌ لألمانيا.
وقال المقال: باستطاعة روسيا بيع غازها إلى الصين وجني المقدار نفسه من الأرباح التي ستجنيها من بيعها الغاز لأوروبا، بينما ألمانيا- القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي- هي من تحتاج المشروع لمنع أسعار الكهرباء المرتفعة بالفعل من الارتفاع أكثر، أضف إلى ذلك أن تخطي خط الأنابيب الجديد للخط القديم الذي يمر عبر أوكرانيا يعود بالفائدة على ألمانيا وليس على روسيا، فالبنية التحتية لخط الأنابيب في أوكرانيا قديمة وبحاجة إلى ترميم و كييف لا تملك المال لتجديدها.. صحيح أنه بإمكانها اللجوء للابتزاز عبر استخدام سيطرتها على تدفق الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي (لقد حاولت بالفعل مرة واحدة)، إلّا أن خط الأنابيب الجديد، الذي تم وضعه في قاع بحر البلطيق، لا يتطلب أي مدفوعات لعبور الأراضي الأوكرانية وهو في مأمن من الابتزاز الخبيث المحتمل.
ورأى المقال أن ميركل تمكنت أخيراً في زيارتها الأخيرة إلى واشنطن العاصمة من شرح ما سبق ذكره لإدارة بايدن، حيث أكد مسؤولون من كلا البلدين أن الولايات المتحدة وألمانيا توصلتا إلى اتفاق يسمح باستكمال خط أنابيب الغاز الطبيعي “نورد ستريم 2″، ويتضمن إمكانية فرض عقوبات على روسيا، ويسعى أيضاً لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وتابع المقال: لقد استسلمت الولايات المتحدة حقاً من دون الحصول على أي شيء لنفسها أو لنظامها العميل في أوكرانيا، مؤكداً أن اللوبي الأوكراني في الكونغرس لن يسر بهذه الصفقة، علماً ان إدارة بايدن طلبت بشكل استباقي من أوكرانيا التوقف عن الحديث عن الصفقة تجنباً لوقوع بلبلة وذلك وفقاً لمقال نشرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.
يشار إلى أنه تم الانتهاء من مشروع “نورد ستريم 2” بنسبة 96٪، وسيبدأ اختباره في آب أو أيلول القادمين، ويأمل أنه بحلول نهاية السنة سينقل الغاز إلى أوروبا الغربية.