أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل أن كلمة السيد الرئيس بشار الأسد بعد أدائه القسم الدستوري ركزت على ضرورة استخلاص الدروس والعبر مما جرى في بدايات الحرب العدوانية على سورية وأن نبحث عن الحلول من الداخل وعدم انتظار الخارج ومتغيراته.
المستشارة الشبل قالت في حوار على قناة الإخبارية السورية مساء اليوم: “إننا في سورية نخوض حرباً معقدة وفيها أشكال متعددة من الدفاع وقد صمدنا لأنه لا خيار لنا إلا الصمود وجاء دورنا الآن كشعب لكي نصمد ونثبت كما صمد الجيش وثبت” مشيرة إلى أن بعض القرارات قد تكون صعبة؛ لكنها توصل إلى حلول وأن الحلول لا تأتي بلا ثمن.
وأضافت الشبل: “يجب أن نعتمد على أنفسنا ولنحول هذه المحنة إلى حل لكي نستطيع أن نكمل” لافتة إلى أن هناك “العديد من الدول استطاعت أن تقف على قدميها بسبب عقيدتها ومسلماتها وهذا هو صلب كلمة الرئيس الأسد وعلينا كسوريين أن نتفق على مسلماتنا وأن نصحح هذه الأخطاء لأنه لا يمكن أن تقف على قدميك وتجترح الحلول إن لم يكن لديك مسلمات”.
وبينت أن الرئيس الأسد كان واضحاً في كلمته لجهة التفكير في الحلول من الداخل، وعدم انتظار الخارج ومتغيراته، وضرورة تعليم الأجيال الدروس حول من خان وباع وغدر، وأنه لا رمادية في موضوع الوطنية، وأن الخيانة ليست وجهة نظر.
وشددت المستشارة الشبل على أن عملية مكافحة الفساد في سورية بدأت منذ عدة سنوات؛ وهي تسير وتتوسع، وهناك رؤوس كبرى ضربت، وإن العملية مستمرةن وكلما تحسنت الظروف ستكون مكافحة الفساد أعلى، وهذه العملية لن تتوقف؛ لأنه لا يمكن بناء دولة بوجود فساد يمتص قدراتها.
ورداً على سؤال حول القرارات الصعبة التي اتخذها السيد الرئيس مؤخراً قالت المستشارة الشبل: “الدولة لا تأخذ قرارات سهلة، وهي الآن لا تخيّر بين قرار سهل وقرار صعب.. الدولة تخيّر بين قرار صعب وقرار أصعب؛ وبالتالي تختار الأقل صعوبة.. نعم هناك قرارات مؤلمة، والقائد مضطر أن ينحي الألم جانباً وأن يسير إلى الأمام مهما كانت القرارات صعبة”.
وأضافت: “نحن نستطيع اتخاذ قرارات يمكن أن تعجب الناس، لكن بالنتيجة لن تكون مفيدة لهم، وعندما يقوم القائد بتنحية الألم جانباً ويكمل فهو يشعر بالألم أضعافاً مضاعفة عن المواطن”.
ورداً على سؤال حول دعوات البعض للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي قالت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية: “إن التنازل عن الأرض والحق ليس قرار حكومة أو رئيس، بل قرار شعب وما ينطبق على الاحتلال الإسرائيلي ينطبق على الاحتلالات الأخرى” مؤكدة أن السيد الرئيس أكد في كلمته أن المقاومة الشعبية خيار قادر على طرد المحتلين ومعتبرة في الوقت نفسه أن النأي بالنفس عن قضايا الآخرين هو أمر خطير لافتة إلى أنه طلب من سورية مراراً أن تنأى بنفسها عن قضية فلسطين، لكنها لم تفعل.
وأشارت الشبل إلى أن الولايات المتحدة تريد “إمعات” دول وأشباه دول ورؤساء وحكومات تقف ضد شعوبها وأن الرئيس الأسد رفض أن يقف ضد شعبه ولا يزال مطلوباً منه ذلك وأن تتحول الدولة السورية إلى دولة فاشلة.
وحول موضوع لجنة مناقشة الدستور قالت الشبل: إن السيد الرئيس كان صادقاً وشفافاً في حديثه مع الشعب في هذا الشأن، وقال: لا يمكن أن يكون هناك حوار في لجنة مناقشة الدستور دون أن يكون الحوار سورياً سورياً وبرعاية سورية، وعندما يعود هؤلاء الأشخاص الممثلون من الطرف الآخر في هذه اللجنة من الخارج وتحديداً من تركيا وهم أتراك وليسوا سوريين، ويقولون لم نعد أتراكاً عندها يمكن أن نصل إلى حل في اللجنة.