مع اقتراب عيد الأضحى المبارك بدأت الأسواق تشهد ارتفاعاً ملحوظاً لأغلبية السلع والمواد, ولاسيما اللحوم والأضاحي نتيجة زيادة الطلب عليها، ولكن مع انخفاض القدرة الشرائية للسوريين كيف سيكون حال السوق خلال فترة العيد، وما الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التجارة الداخلية لضبط الأسواق، وماذا عن شروط عمليات ذبح الأضاحي، وكيف سيتم التعامل مع المخالفين من التجار خلال فترة العيد؟.
ذبح 100ألف خاروف
رئيس الجمعية الحرفية للّحامين في دمشق أدمون قطيش أشار إلى أنه من المتوقع ذبح نحو 100 ألف خروف في دمشق خلال العيد، إضافة إلى أكثر من 500 عجل، وأن سعر كيلو الخاروف الحي يتراوح بين 10.5- 11.5 ألف ليرة حسب الوزن, وبيّن قطيش أنه خلال الفترة التي تسبق العيد يحصل الحرفي أو اللحام سواء كان منتسباً للجمعية أم غير منتسب على رخصة ذبح لقاء رسم معين حيث يسمح له أن يذبح ضمن محله, ولكن ضمن الشروط الصحية الخاصة بالذبح وخلال أيام العيد الأربعة فقط، وبعد انقضائها تلغى الرخصة ويعد مخالفاً من يذبح داخل المحال، آملاً أن يتحسن واقع الكهرباء خلال العيد لمساعدة الحرفي على تبريد اللحوم ، لافتاً إلى وجود تعاون بين جمعية اللحامين ومحافظة دمشق ومديريتي الشؤون الصحية والتجارة الداخلية للقيام بجولات على كل المحلات ومعالجة أي مشكلة تحدث خلال العيد.
جولات مكثفة
بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة بدمشق وريفها أكدّ على وجود تنسيق بين الجمعية ووزارة التجارة الداخلية للقيام بجولات مشتركة ومكثفة قبل العيد على الأسواق ورصد المخالفات, ولاسيما الجسيمة منها التي تتمثل في الغش والتدليس «احتكار المواد – رفع الأسعار», وأن الهدف من تلك الجولات أيضاً الوقوف على مدى انضباط الأسواق وعدم حصول انفلات في الأسعار، علماً أنه في ظل ارتفاع مادة الأعلاف زادت أسعار الألبان والأجبان إضافة إلى ارتفاع سعر الأضاحي بشكل واضح نتيجة زيادة الطلب عليها، مشيراً إلى أنّ الجمعية تضم 400 عضو منتشرين على امتداد جغرافيا دمشق وريفها وهم في حالة استنفار كل حسب مكان سكنه أو عمله، حيث يتم تقديم تقرير يومي للجمعية عن واقع الأسواق، علماً أن هناك تواصلاً مباشراً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف بهدف رصد أي مخافة ومعالجتها مباشرة، مشدداً على ضرورة تأكد المواطن من بطاقة البيان وصلاحية المادة مثل اللحوم المفرومة والجاهزة في الأسواق والمطاعم فربما تكون فاسدة, ولاسيما في ظل ارتفاع الحرارة وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
تعليمات الذبح
وأوضح حبزة أنه فيما يتعلق بموضوع الذبح والمسالخ فإنّ محافظة دمشق ومديرية الشؤون الصحية أعطت تعليمات بضبط موضوع الذبح في المحلات بألا توضع الخراف على الأرصفة, ولا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير خلال هذه الفترات الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض، بل في شاحنة أمام المحل المرخص وترحل المخلفات بأكياس محكمة الإغلاق منعاً من انتشار الروائح والأمراض، إضافة إلى الأمور الصحية الأخرى المتعلقة بالنظافة وغيرها، علماً أن الجمعية قامت بجولات على أصحاب المحال المخصصة للذبح ووجهتهم بضرورة التقيد بكل التعليمات.
تأمين تشكيلة واسعة من المواد
من جانبه، معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس جمال شعيب أوضح أنه مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك ونتيجة لزيادة الطلب على المواد الغذائية وغير الغذائية, وخاصة ما يتعلق بمستلزمات العيد ولضمان استقرار السوق والأسعار وتأمين السلع بكل أشكالها وأنواعها للمواطنين، وأيضاً منعاً لاستغلال بعض الفعاليات التجارية للمواطنين خلال فترة العيد تم تأمين تشكيلة واسعة من المواد المتعلقة بمستلزمات عيد الأضحى المبارك, وجميع احتياجات المواطنين من المواد والسلع الغذائية التي تخص العيد «خضار وفواكه– لحوم– خبز– ألبان وأجبان– الحبوب– العصائر- الألبسة والأحذية بكل أنواعها- الحلويات والسكاكر- الموالح- والمكسرات», على أن تكون بأسعار منافسة وبالجودة والنوعية الجيدة وذلك من خلال صالات العرض التابعة للمؤسسة السورية للتجارة في مختلف المحافظات ، والعمل على تسهيل عرض منتجات أصحاب الفعاليات التجارية ضمن صالات المؤسسة على أن تتم عملية العرض بأسلوب حضاري ومريح للمواطن, وعلى أن تكون أسعارها منافسة ومناسبة للمواطنين.
تشديد الرقابة
وأضاف شعيب: إن الوزارة وجهت مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات على تشديد الرقابة على جميع أنواع المواد التي تمس سلامة الأطفال والسلامة العامة «الألعاب النارية والمفرقعات», والألعاب التي تشكل خطراً «مسدسات – بنادق الخرز- الفتاش- ..إلخ», ومعاملتها معاملة المواد مجهولة المصدر لكونها محظورة من التداول في الأسواق، إضافة إلى متابعة سبر الأسعار ولكل المواد وبشكل يومي, والتأكد من توفر المواد والسلع وانسيابها في الأسواق بالشكل الكافي والمواصفة والسعر المحددين أصولاً وموافاة الوزارة بأي طارئ على أي مادة وبشكل فوري للتمكن من المعالجة في حينه.
شعيب ذكر أنه سيتم سحب العينات من المواد المشتبه بمخالفتها للمواصفات والشروط المطلوبة, ولاسيما مستلزمات العيد من خلال دوريات نوعية وتخصصية وتشديد الرقابة على تداول الفواتير ضمن حلقات ومراحل انتقال السلعة لحين وصولها إلى المستهلك، منوهاً بالاستمرار بتدعيم المناوبة على هاتف الشكاوى ومعالجتها بشكل فوري وعلى مدار الساعة وتخصيص مناوبين خلال العطلة الرسمية للعيد.
الحفاظ على الصحة العامة
أمّا ما يتعلق بالأضاحي بيّن شعيب أنه بهدف الحفاظ على الصحة والسلامة العامة والنظافة لجهة قيام البعض بذبح الأضاحي على الأرصفة وفي الشوارع العامة وخارج المسالخ المعتمدة أصولاً وجهت الوزارة على ضرورة تشديد الرقابة على الذبح خارج المسالخ واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين أصولاً، مؤكداً بأن تكون الأضاحي مذبوحة في مسلخ أو مكان معتمد أصولاً من الجهات ذات العلاقة، وكذلك التحري عن الأماكن السرية التي يتم فيها الذبح العشوائي للأضاحي، مشدداً على أهمية التنسيق مع المجالس التنفيذية ومديريات الصحة الحيوانية والجهات ذات الصلة في المحافظات للحدّ من هذه الظاهرة وتقديم التسهيلات وتذليل كل العقبات التي تواجه أصحاب الأضاحي لتشجيعهم وتحفيزهم على ذبح أضاحيهم في المسالخ المعتمدة.
وختم معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتأكيد على أنه سوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2021 وتعليماته التنفيذية.