منذ عام 1898، والولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في شؤون دول أمريكا اللاتينية، إذ تعتبرها حديقتها الخلفية، كما تمتد يدها إلى آسيا وبلدان الشرق الأوسط، حيث أودت الانقلابات المدعومة أمريكياً بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء، ولا يزال مسلسل تدخلات واشنطن في شؤون الدول مستمراً، هذا ما أشار إليه موقع “الدراسات الإستراتيجية العالمي” في مقال جاء فيه:
يعود أول تدخل لواشنطن في أمريكا اللاتينية إلى 1898، حينما احتلت بورتوريكو و كوبا، اللتين كانتا تحت الاستعمار الإسباني آنذاك، وانتهى الاحتلال الأمريكي في 1902، لكن تأثيره استمر لسنوات..
وبعد أربع سنوات، أطاحت واشنطن بأول رئيس منتخب لكوبا، توماس أسترادا بلاما، وشكلت حكومة احتلال أدارت البلد حتى 1909.
وفي 1917 أعادت احتلال كوبا، ثم بدأت في 1923 الانسحاب منها على مراحل، ومع مرور الوقت حصلت كوبا على استقلالها، بينما لا تزال بورتوريكو مستعمرة أمريكية.
احتلال واشنطن لنيكاراغوا من 1912- 1933 وصفه محللون بـ “الدموي” وأنه جزء من “حروب الموز”، التي خاضها الجيش الأمريكي بين 1898 و1934، بهدف اكتساب وترسيخ النفوذ وحماية المصالح الأمريكية.
إن الهدف من هذا الاحتلال هو منع الدول الأخرى من بناء قناة نيكاراغوا، لربط البحر الكاريبي بالمحيط الهادي، هذا وقد كانت واشنطن وراء الحرب الأهلية التي اندلعت في هذا البلد عام 1926 بين الحكومة المحافظة والقوات الليبرالية.
وإثر هزيمة قوات الحكومة، تدخلت واشنطن عسكريًا في العام التالي، وهزمت القوات الليبرالية، وأسست نظامًا حاكمًا مواليًا لها، ثم غادرت نيكاراجوا عام 1981، كما دعمت واشنطن قوات “الكونترا” اليمينية المتطرفة، ما أدى إلى صراع أودى بحياة ما لا يقل عن ثلاثين ألف شخص.
احتل الجيش الأمريكي هايتي، عام 1915، من أجل الحفاظ على مصالح واشنطن الاقتصادية هناك.
كما ساعدت الإدارة الأمريكية آنذاك في مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي، إلا أنها انسحبت من هايتي عام 1934 تاركة جواسيس لها هناك.
في أوائل الستينيات من القرن الماضي، عادت الولايات المتحدة إلى دورها التدخلي قبل الحرب العالمية الثانية في منطقة البحر الكاريبي، وخلال الحرب الباردة، عملت الإدارات الأمريكية على دعم وتثبيت أنظمة الحكم الموالية لها حول العالم.
أما فنزويلا، رغم أن هذا البلد لم يعان من انقلابات، خلافًا لبقية دول أمريكا اللاتينية، إلا أن التدخلات الأمريكية أضرت به كثيرًا.
لم تقتصر سياسة الانقلابات الأمريكية على بعض دول أمريكا اللاتينية، بل دبرت واشنطن ودعمت انقلابات واغتيالات وتدخلات عديدة في دول بآسيا والشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور الأمريكي، المختص بشؤون أمريكا اللاتينية، جون هـ. كوتسوورث، في مقال له: إن الجنود الأمريكيين والجواسيس يلعبون دورًا في التدخلات الأمريكية المباشرة.
أما التدخلات غير المباشرة فيكون الدور الرئيس فيها للجهات الفاعلة محليًا في الدول المستهدفة، وهؤلاء لا يمكنهم التصرف أو النجاح من دون دعم من الحكومات الأمريكية، بحسب كوتسوورث.
لقد غذت الولايات المتحدة بذرة التطرف والعنف في معظم البلدان التي استهدفتها، مما يؤكد أن هجمات الـ 11 من أيلول كانت اختباراً لعلاقة الولايات المتحدة مع بقية دول العالم، حيث كشرت واشنطن عن أنيابها وكشفت الستار عن خفايا أهدافها في معظم دول العالم بدءاً من أمريكا اللاتينية مروراً بآسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
عن: موقع الدراسات الإستراتيجية العالمي