شدد الدكتور اليان مسعد الرئيس المنتخب لوفد معارضة الداخل إلى مفاوضات جنيف، على أن خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد سيكون على قدر كبير من الأهمية ليلاقي الإنجاز الانتخابي العظيم الذي صنعه السوريون بإرادتهم الوطنية الفذّة .
وقال مسعد في تصريح خاص لـ”تشرين” من صُلب شعار: (الأمل بالعمل)؛ فإنّ الأمل كبير على هذا الخطاب، والعمل بما يليقُ بتضحيات الشّهداء وبسالة الجيش وصمود الشّعب ليصب هذا كله في النهاية في ترسيخ دولة المؤسّسات.
وأضاف: “لما كان الاستحقاق الانتخابي رسالة سورية جرت بتوقيت دمشق وحدها وبإرادتها، فالقسم وخطابه هو تعبير كامل عن العظمة الوطنية للشعب السوري” متوقعاً خطاباً غنيّاً وشجاعاً وصريحاً ونقدياً، يعبر عن العمق السوري– العربي فلا مستقبل للعرب إلاّ بسورية ، ويركز على القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب”.
وأردف مسعد أن السيادة الوطنية السورية التي قدمت للعالم نموذجاً سياسياً استقلالياً وديمقراطية مصنوعة من نسيج وطني نادر وشجاعة استثنائية لهذا الشعب السوري العظيم والعنيد، سوف تتجلى في تأكيد نهج الجيش وقائده، والتلاحم مع الشعب الصامد الذي اجترح معجزة الصمود الوطني والانتصار. إذ لم يكن انتصاراً عادياً بل كان انتصاراً أسطورياً بكل معنى الكلمة وتاريخياً بكل زوايا التاريخ وسيغير ليس فقط وجه سورية، بل وجه المنطقة برمتها ما سيعيد إرساء توازنات جديدة ذات أبعاد محورية لسورية، ولمن خاض الصراع معها حجر زاوية ومركز ثقل.
وقال: “انتخب الشعب أمنه وأمانه، واختار الأكثر ضرورة وإلحاحاً للعبور بسورية إلى مرحلة جديدة وبناء ما دمره الإرهاب المدعوم عالمياً”.
وأضاف رئيس معارضة الداخل: “نحن على ثقة أن الخطاب سيبرز خيار الإنسان السوري العنيد والعظيم والشجاع والمقاوم بقناعة وإرادة باختيار الأفضل وبوعي تاريخي فاجأ الأعداء والأصدقاء بعد كل ما حصل.
وقال مسعد: بذات الوقت لا يزال الصراع الوطني الديمقراطي محتدماً ولم يحسم بعد. وقد أتيحت فرصة سانحة كافية للسوريين الوطنيين الديمقراطيين والعلمانيين، بعد فشل مؤتمرات جنيف لاستثمارها داخليا من دون تدخلات خارجية أو إقليمية، وذلك من خلال الحوار الوطني الديمقراطي، بعامة، ومن خلال حوار القوى الوطنية الديمقراطية والعلمانية الجديدة الناشئة منها والتقليدية المتشظية التي تجاوزتها الأزمة، من خلال ثوابت دعم الجيش والدولة السورية سياسياً بكشف الغطاء عن العسكرة الإرهابية المرتبطة بالخارج بجميع أشكالها، وحشد ما يتوفر من موارد بشرية، وزجها في المعركة.
وأمل مسعد أن يلاقي اقتراح المعارضة الوطنية الداخلية ووفدها للحوار مع الجبهة الوطنية التقدمية لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية تقدمية متماسكة جديدة، تستكمل الحل السياسي بمرحلة التحولات الوطنية الديمقراطية والقيام بالمبادرة ذاتياً دون حاجة لوسطاء أو داعمين أو ضاغطين خارجيين، وذلك لإثبات المصداقية الوطنية الداخلية على الأرض السورية، بقيادة رأس الدولة السورية والتصدّي لكلّ المحاولات التي تستهدف وحدة سورية أرضاً وشعباً واستقلال القرار الوطنيّ السوريّ فهو العامل الأساسي في انتصار الشعب،ما يستوجب العمل على عقد مؤتمر وطني عام كما تم الاتفاق عليه بيننا كمعارضة والدولة في سوتشي فالحلّ السياسيّ مطلبٌ رئيسي يجب أن تُسخر له كافة الطاقات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية للوصول لدولة المواطنة عبر مراجعة العقد الاجتماعي بما يضمن المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من دون تمييز، محترماً الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتأكيد الاصطفاف جميعاً للنضال لإحياء روح النهضة السورية والعربية وضمان حقوق أسر الشهداء والجرحى والمعاقين،والتزام الدّولة وأجهزتها كافّة بخدمة المواطن, فالمواطن دائماً على حق ومحاسبة الفاسدين والمُرتكبين وناهبي المال العام بأثرٍ رجعيّ ولا سيّما خلال الأزمة وإزالة الفوارق الطبقيّة التي كرّستها الأزمة وإعادة الحياة إلى الطبقة الوسطى التي تلاشت وتحسين الواقع المعيشي المتردّي للسّواد الأعظم من السوريين والتّخلّص من الحمولة الزائدة من الشّخصيّات السّياسيّة والإداريّة التي شكلت عبء على جسم الدّولة وصرفت من واجهاتها ورصيدها الماديّ والمعنويّ، بدلاً من أن تزيد من القيمة المضافة إليه . وتشجيع إطلاق ورشات صيانة وإصلاح للأحزاب السّياسيّة القائمة والسّماح بدفن الميّت منها، ودعوة الجبهة الوطنية التقدمية لفتح طاولة الحوار الداخلي للتقدم بمسار الحل السياسي مع معارضة الداخل ووفدها .
وأدان مسعد نفاق ما يسمى “المعارضة الخارجية” التي تحول دون ترسيخ هذا الفهم لما سبق وتسوغ استمرار الانسداد الحاصل وبذلك تكون مسؤولة عن المزيد من الدماء السورية التي تريقها القوى الفاشية الأصولية.