ينتظر السوريون كلمة السيد الرئيس بشار الأسد، صباح السابع عشر من تموز بعد أداء سيادته القسم لبدء ولاية دستورية جديدة.
انتظار يعيشه أيضاً صانعو القرار والمعنيون والمهتمون من أصدقاء وحلفاء.. كما ينتظرها أعداء كانوا جزءاً من الحرب على سورية وشعبها.
ويرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون العسكرية الدكتور كمال الجفا أن للكلمة وما تحمله من آمال وأحلام انتظرها الجميع، أهمية خاصة، فهي ستكون بداية النهاية لكابوس السنوات العشر العجاف، وما حملته من دماء ودموع لم يسلم منها أي بيت في كل أنحاء سورية وكل حسب موقعه ومهامه في مواجهة هذه الحرب القذرة..
الجفا اعتبر أيضاً أن الآمال المعلقة على هذا اليوم التاريخي كبيرة، حيث سيكون بمثابة إعلان خط البداية لنهاية هذه العشرية والانطلاق لحلول تخفف عن السوريين الصامدين طيلة عقد من الزمن. وقال: “يعرف السوريون جميعاً أن الرئيس الأسد قادر على إطلاق شارة البداية لأنه يحمل الأمل والحلم وبيديه أوراقاً كثيرة يستطيع استخدامها كما استخدمها سابقاً مستنداً إلى جيش عقائدي وإلى شعب قال كلمته وبايعه في الأيام الصعبة منذ بداية الحرب، فكيف لا يبايعه على المستقبل الواعد الذي يعرف السوريون جميعاً أنه حامل رايته، وقادر على تخطي كل المصاعب والمطبات التي وضعها داعمو الإرهاب في طريق مسيرة التعافي السورية..
وشدد الجفا على أن الأحلام التي يتمناها السوريون كبيرة، ولا حدود لها، وهناك عدة ملفات كبيرة وثقيلة يعتقد السوريون أنها ستشهد انفراجات متلاحقة ومتتابعة وإن لم تكن متسارعة لكن هذه المشكلات ستأخذ طريقها إلى الحل التدريجي وأولها الوضع المعيشي والاقتصادي وخاصة لأصحاب الدخل المحدود أي كل من يتقاضى رواتب حكومية وهم يشكلون أكثر من ٦٥ % من القوى العاملة في سورية في كل القطاعات المدنية والأمنية والعسكرية فهؤلاء هم الأكثر تضرراً في كل هذه الحرب القذرة وهم الذين حملوا العبء الأكبر على أكتافهم خلال سنوات العشرية السوداء..
واعتبر المحلل السياسي السوري أن الهم الثاني والذي يأمل السوريون إيجاد حل جذري له،هو الحفاظ على أسعار الصرف واستقرار الليرة السورية وتثبيتها مقابل الدولار وهذا يرتبط بكل شيء في سورية، وهو الهم الأساسي للجميع إن كان القطاع الخاص أو العام أو مؤسسات الدولة السورية وقد تم تجاوز مراحل عصيبة مرت بها الليرة السورية وأدت إلى انهيارات بكل القطاعات الاقتصادية وتم تثبيت سعر الصرف.
ويأمل السوريون جمعياً تحسين وضع الليرة السورية وإيصالها إلى مستوى مقبول، ومسك المصرف المركزي سعر الصرف في السوق الموازي والسوق السوداء وهذا سينعكس حتماً على انخفاض شامل على كل المواد الغذائية والصناعية وبالتالي هو خيار داعم لخيار زيادة الرواتب الذي تم إقراره منذ أيام.
وأضاف الجفا: إن الهم الآخر الذي يتمنى السوريون إيجاد حلول تدريجية له، هو هم الطاقة ومدخلاتها وتحسن إمدادات الكهرباء والغاز المنزلي والصناعي وتوفر مازوت التدفئة ومستلزمات النقل لكل القطاعات في سورية. وهذا حتماً أحد أهم الآمال التي يتوقع السوريون تحقيقها من خلال انسيابية استيراد هذه المواد أو بدء استثمار بعض الآبار في المناطق الآمنة أو إيجاد حلول متدرجة لموضوع الاحتلال الأمريكي لآبار النفط والغاز في شمال شرق سورية وربما يكون البدء في عمليات استثمار آبار الغاز في تدمر وقارة وشواطئ اللاذقية وطرطوس أيضاً أحد الحلول التي تريح السوريين قيادة وشعباً..
أما فيما يتعلق بالتحديات التي يأمل السوريون التغلب عليها، فيرى الجفا أنها متشعبة ومتعددة الاتجاهات ولا تتعلق بملفات داخلية فقط بل هي ملفات داخلية مركب عليها تدخلات إقليمية ودولية ومنها ملفا شمال شرق سورية والاحتلال الأمريكي وملف إدلب والاحتلال التركي وتواجد المجموعات الإرهابية العابرة للقارات في معظم مناطق محافظة إدلب..
وقال: “هذان الملفان هما الأعقد والأصعب ويتطلب كل منهما حلولاً تدريجية وبطيئة ومعقده تنسق فيها سورية مع حلفائها بآلية تجمع فيها السياسة والمصالح مع القوة العسكرية، والتي هي أساسية في بدء عملية تطهير تدريجي لكل منطقة من المناطق الخارجة عن سلطة الدولة، مع الأخذ بعين الاعتبار العامل الإنساني والديمغرافي للسوريين الذين أخذوا رهائن وأجبروا على النزوح إلى المدن والقرى الشمالية في محافظة إدلب وجميع هؤلاء يتخذهم النظام التركي ومرتزقته والدول المعادية لسورية ذريعة لمنع أي عملية عسكرية، أو تقدم للجيش العربي السوري إلى المدن والقرى التي تحتلها المجموعات الإرهابية في محافظة إدلب”.
وخلص الجفا إلى القول أيضاً: “الآمال كبيرة والأحلام أكبر وتحقيقها ليس مستحيلاً.. وكما انتصرت سورية في كل المعارك التي خاضتها في معظم الجغرافيا السورية وطهرت معظم الأرض التي كان يحتلها الإرهاب، فإنها تستطيع أن تعالج تدريجياً وبقيادة الرئيس الأسد كل الجروح المتقرحة في سوريتنا الغالية”.