رغم مرور خمس سنوات على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا يواصل رئيس النظام التركي رجب أردوغان محاولاته لفرض سلطته وتوسيعها عبر قمع لا ينتهي ضد معارضيه والرافضين لسياساته التي أوصلت تركيا إلى حالة متردية على مختلف الصعد.
ووفق العديد من المحللين اسهمت محاولة الانقلاب في الـ 15 من تموز 2016 قبل كل شيء في “تسريع الاتجاه الاستبدادي لأردوغان الذي عزز سلطاته بشكل كبير عام 2017 من خلال استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي ركز السلطة بين يدي، كما سمحت له بـ «تقديم ذرائع وحجج واهية لحملة القمع ضد المعارضة».
ورغم الانتقادات التي يتعرض لها نظامه يواصل أردوغان حملة القمع حيث يستمر اعتقال من يشتبه بأنهم على صلة بالداعية التركي فتح الله غولن الذي اتهم بتدبير محاولة الانقلاب بشكل يومي فيما يتم فرض حظر على حزب الشعوب الديمقراطي الذي سجن العديد من نوابه ويتوالى إغلاق المؤسسات الإعلامية المعارضة وسجن الصحفيين وتقييد حرية الإعلام.
وبلغة الأرقام اعتقل منذ العام 2016 أكثر من 300 ألف شخص في إطار قمع المعارضة وحكم على قرابة ثلاثة آلاف شخص بالسجن مدى الحياة كما أقيل أكثر من 100 ألف موظف في مؤسسات عامة بمن فيهم حوالي 23 ألف جندي وأربعة آلاف قاض في عمليات ملاحقة نفذها نظام أردوغان على نطاق غير مسبوق.
وتستمر أيضاً مطاردة المعارضين في الخارج حيث نفذت استخبارات النظام التركي العديد من العمليات في بلدان آسيا الوسطى وإفريقيا والبلقان لإعادة معارضين بالقوة إلى تركيا كان من آخرها إعلان أنقرة في أوائل تموز الجاري أنها أعادت مدرساً تركيا يعيش في قرغيزستان هو أورهان إيناندي الذي اختفى قبل أسابيع قليلة والذي تزعم أنه أحد كوادر حركة غولن.
ومع كل هذا القمع والتعسف ومحاولات كم الأفواه إلا أن الأصوات تتعالى في تركيا رفضاً لسياسات أردوغان ونظامه التي أوصلت البلاد إلى حالة غير مسبوقة على مختلف المستويات حيث تتفاقم الأزمات الاقتصادية وانهيار الليرة وهروب الاستثمارات الأجنبية وخصوصاً بعد تفشي الفساد وتورط أردوغان ومقربين منه ومسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية بعدد كبير من الفضائح.
كما تتصاعد حدة التوتر مع مختلف الدول بسبب السياسات التدخلية ودعم الإرهاب الذي يقوم به إضافة إلى الأزمات الاجتماعية التي تعصف بتركيا بسبب هذه السياسات والممارسات.
«سانا»