متفوقو طرطوس: الإرادة والمثابرة والثقة بالنفس أساس التفوق
يعد التفوق من أولويات الأهداف لدى الطالب، ولتحقيقه لا بد من توفر الإرادة والمثابرة على الدراسة، هذا ما أكده بعض الطلاب المتفوقين الذين خسروا أجزاء بسيطة من العلامة التامة فكان لـ«تشرين» وقفة معهم للحديث عن هذا التفوق والصعوبات التي واجهتهم خلال العام الدراسي.
الطالب المتفوق علي عبد الكريم الحاصل على 240 علامة من 240 قال: إن الطريق إلى التفوق والتميز ليس بالصعوبة الكبيرة التي قد يعتقدها البعض، لكنه يحتاج إلى الثقة بالنفس والعمل بجدية حتى يستطيع الطالب أن يحقق كل أهدافه، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالدراسة اليومية والاهتمام بالجزئيات البسيطة وخصوصاً فيما يتعلق بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، لافتاً إلى أن الدراسة لا تكون بعدد الساعات بل بالتركيز والمراجعة اليومية، وأكد أن ساعات الدراسة لديه لم تكن تتجاوز 8 ساعات، مضيفاً: لم أضع برنامجاً خاصاً للدراسة وإنما اتبعت أسلوباً خاصاً، ولم أعتمد على الدروس الخصوصية خلال العام، ولكن أخذت عدة حصص في مادة اللغة العربية وعدة حصص في مادتي الفيزياء والكيمياء لتعويض نقص حصل عندي بسبب مرض والدي المفاجئ في بداية التحضير للامتحان، ما جعلني أقضي فترة المراجعة والامتحان وحدي، ولفت إلى بعض الصعوبات التي رافقته طوال أيام السنة الدراسية ومنها الملل، إضافة إلى التوتر والضغط النفسي الذي أصابه بسبب مرض والده، مشيراً إلى أن خسارته جزأين من المجموع العام كانت في مادة اللغة الإنكليزية بسبب سهوة قواعدية بسيطة!
الطالبة آية رزق جبوري، الحاصلة على 239.4 علامة، قالت: بالجد والاجتهاد والمثابرة استطعت الحصول على علامة تؤهلني لتحقيق حلمي بدراسة الطب، وتوقعت الحصول على العلامة التامة ولكن كان لدي بعض الخوف من خسارة بعض الأجزاء ولاسيما في اللغة العربية، وهذا ما حدث فعلاً إذ خسرت 0.5 من الدرجة في مادة اللغة العربية و0.1 من الدرجة في مادة الفيزياء، وأكدت أنها قامت بوضع برنامج لدراستها منذ بداية السنة واتبعته بشكل يومي مستعينة ببعض الأساتذة في مادتي الرياضيات والفيزياء لكونهما أساسيتين، وقد واجهت بعض الخوف والتوتر في بعض الأحيان، والتعب من ساعات الدراسة الطويلة، لكن إصرارها على تحقيق حلمها كان أقوى من الخوف، كما أن وقوف أهلها بجانبها وتقديم الدعم النفسي لها كان لهما دور أساسي في تفوقها.
بدوره أكد محمد قاسم، الحاصل على 239.5 علامة أن الثقة بالنفس والاعتماد على الكتاب المدرسي وتنظيم أوقات الدراسة من الأسباب الرئيسية للتفوق، وقال: بدأت التحضير للشهادة الثانوية من بداية فصل الصيف، حاولت خلاله التركيز على المواد العلمية كـ«الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم» باعتبارها مواد تراكمية وبحاجة للتكرار، وبعد افتتاح المدرسة زادت مسؤوليتي وكثفت دراستي أكثر وتابعت مع أساتذتي في المدرسة كل المواد، حيث كنت أدرس بشكل يومي كي لا تتراكم بعض الدروس بما يزيد العبء علي، وأضاف: كنت دائم البحث عن المعلومة الدقيقة، أناقش زملائي وأسأل أساتذتي الذين كانوا سبباً مهماً في تحقيق هذا التفوق، لافتاً إلى أن طريق التفوق كان صعباً جداً لأنه يحتاج إلى جد ومثابرة وصبر ومتابعة مستمرة، مشيراً إلى أبرز الصعوبات التي واجهته خلال السنة وأهمها الضغط النفسي والتفكير بالامتحان والنتيجة وطموحه بالحصول على العلامة التامة، منوهاً بدعم والدته ومساندة عائلته في التغلب على الصعوبات التي كانت تقلقه.
وقال علي شحادة سلامي، الذي فقدَ والده قبل ثلاثة أشهر من الامتحان بسبب إصابته بكورونا: إن تحقيق التفوق والنجاح ليس أمراً سهلاً، كما أنه ليس أمراً مستحيلاً، فقط يحتاج إلى الإرادة والمثابرة والجد والاجتهاد، وأضاف: وضعت منذ بداية العام الدراسي برنامجاً للدراسة، لكن ظروفي حالت دون الالتزام به حرفياً، وخاصة بعد الصدمة التي أصابتني بسبب وفاة والدي وحزني الشديد عليه، ولولا وجود والدتي إلى جانبي ودعمها وتشجيعها لي لما تجاوزت كل هذا الحزن والوجع، كما أن ثقتي بنفسي وقدراتي وإيماني بالوصول إلى هدفي ساعدتني كثيراً ودفعتني للأمام أكثر وأكثر، وتعثرت قليلاً خلال هذه السنة لكن لم أسمح لشيء بأن يؤثر سلباً في دراستي أو يقلل من ثقتي بنفسي، مؤكداً أن العزيمة والإصرار والاجتهاد هما الأساس للتفوق.
وأكدت سجى إبراهيم، والدة الطالب علي سلامي أن علي مر بظروف صعبة بسبب وفاة والده طبيب القلبية شحادة سلامي قبل الامتحان بثلاثة أِشهر وكانت صدمة كبيرة بالنسبة له، ما سبب له حزناً شديداً وفقداً كبيراً، لذلك حاولت قدر المستطاع أن أخرجه من هذه الحالة وحرصت أن يبقى البيت في حالة استقرار، فكنت أعطيه من الضعف قوة، وأقدم له النصائح وأدعمه لكي يكمل دراسته ويقدم امتحانه بسلام ويحصل على العلامة التامة.