يقتلون القتيل ثم يحاولون تجميل إجرامهم، بإدانات هنا واعتراضات هناك، وهذا جلّ ما تستطيع الدول الغربية فعله تجاه القضية الفلسطينية، بعدما ساهموا في سلب الأرض وتمكين كيان استعماري استيطاني عنصري منذ أكثر من سبعة عقود عبر ما يسمى “وعد بلفور” البريطاني.
جديد الترهات الغربية، مطالبة الاتحاد الأوروبي بوقف جميع عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة، في “تغريدة” نشرتها باللغتين العربية والإنكليزية على منصاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي: من المفجع أنه في عام 2021 شرّدت “إسرائيل” 595 فلسطينياً، بما في ذلك 320 طفلاً في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي!.
وفي مقابل الاعتراضات الإعلامية للدول الغربية على جرائم الاحتلال، يكثف الأخير كل يوم من حملات الاعتقالات والهدم، إذ تداهم قواته التجمعات السكنية والمنشآت وتهدمها، وحتى الخيام السكنية لا تسلم منهم، ووصل الأمر إلى حظائر الأغنام التي تهدم كل يوم بجرافات الاحتلال.
مطالبة الاتحاد الأوربي ينقصها الكثير، فالقضية لا تقتصر فقط على إيقاف عمليات الهدم، فالأرض مسلوبة والمقدسات تنتهك وتدنس بشكل يومي وعلى مرأى ومسمع الدول الغربية التي تطالب بوقف عمليات الهدم، وأبناء الشعب الفلسطيني يهجرون من منازلهم لمصلحة بؤر استيطانية جديدة وتمارس بحق الشعب الفلسطيني أبشع أنواع التطهير العرقي، في المقابل لم نلحظ إدانة حقيقية من الاتحاد الأوروبي لجرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ولم يتخذ الاتحاد الأوروبي للآن إجراءات صارمة بحق الاحتلال الإسرائيلي ولم يفرض مقاطعة عليه وعلى بضائع المستوطنات.
لطالما تحدث الاتحاد الأوروبي والدول الغربية عموما بلغة تساوي، بين الفلسطينيين الضحايا، وبين كيان الاحتلال المعتدي، أي بين الضحية والجلاد، بل على العكس في الكثير من الأحيان قلبت الأدوار، ولا ننسى تفاخر بريطانيا بـ”وعد بلفورها” بعد مرور مئة عام، بدلاً من إدانة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين.
مطالبة الاتحاد الأوربي المذكورة لا تلغي حقيقة أنه يدعم كيان الاحتلال بل ويتستر على جرائمه، فهي مطالبات تبقى غير ملزمة، وغير ملموسة على الأرض، ولا ترقى للمستوى المطلوب، فالاحتلال قائم والغرب يدعمه وهنا القضية الأساس.