وصلت الرأسمالية الغربية لأقصى توحشها، فقد كشف تفشي وباء كورونا عن حالات غير إنسانية سقط فيها الغرب الرأسمالي، فمن غرائب هذا الغرب التي قد لا تفهم إلا من خلال جشع الرأسمالية التي لا يهمها إلا الربح فقط، اعتراض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، على توزيع روسيا والصين على نطاق واسع مساعدتهما للدول الأخرى لمكافحة تفشي وباء كورونا. وقال : يجب منع مثل هذا السلوك، وليس فقط الاكتفاء بنقده.
الدول الفقيرة التي لا تستطيع الحصول على اللقاح، لاتعني معاناتها أي شيء للوزير الألماني الذي كان الأجدى به أن تمول بلاده تلك اللقاءات وتدعم الدول الفقيرة، بدل الاستياء من روسيا والصين على جهودهما لمساعدة شعوب العالم، فوفقاً لتصريحات مسؤولين صينيين تتبرع بكين بلقاحات فيروس كورونا لحوالي 40 دولة إفريقية. هل يقول لنا ماس كم بلد تدعم ألمانيا الغنية في ظل هذه الجائحة؟.
والعجب أيضاً يأتي من فرنسا، فقد سبقت ألمانيا بهذه التصريحات التمييزية العنصرية، إذ أعرب وزير الدولة الفرنسي لشؤون الاتحاد الأوروبي كليمان بون، عن أسفه بعد أن سمحت اليونان للمسافرين، الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا بلقاحات روسية وصينية، بدخول أراضيها.
وقال بون لقناة “Europe 1”: يؤسفني أن اليونان تفعل ذلك من خلال السماح للأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات أخرى بالدخول إليها، مضيفاً: لا يمكن السماح بدخول فرنسا لأولئك الذين لديهم شهادات حول تطعيمهم بلقاحات روسية أو صينية.
موسكو بلسان المتحدثة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا أشارت إلى أن التصريحات الأخيرة التي جاءت على لسان بون غير مقبولة وليست الأولى من نوعها، ما يعني أن الحديث لا يدور عن رأيه الشخصي بل عن موقف دولته السياسي، مشددة على أن هذه التصريحات تمييزية وتحيي روح الفصل العنصري للنازية الجديدة في أوروبا.
أين حقوق الإنسان حين تفرض فرنسا أو غيرها على البشرية ماتختار؟. زاخاروفا قالت: ليس من حق فرنسا أن تملي على الدول والشعوب ماهية اللقاحات التي ينبغي لها التطعيم بها.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وضع النقاط على الحروف ولخص أسباب هذا السلوك الغربي ، إذ قال: هناك كلمة تُفسّر إطالة عذاب هذا العالم.. إنّها الجشع.
قد يعجبك ايضا