بعيداً عن أفغانستان.. ماذا عن الجرائم الأمريكية الأخرى؟

أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى وجود تأملات حسنة حول العالم بأن ينعم الشعب الأفغاني بمستقبل سلمي بعد اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من البلاد لافتاً إلى أن الدور القانوني الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه الآن هو دفع تعويضات، بأي شكل من الأشكال، عن الضرر الذي أحدثته والألم الكبير والدمار الهائل والضحايا التي تسببت بها هناك.

ودعا المقال إلى ضرورة توقف الطبقة السياسية الأمريكية ووسائل الإعلام الأمريكية عن التكهنات حول كيفية استمرار الولايات المتحدة في قصف وقتل الأفغانيين من “ما وراء الأفق”، مؤكداً أن الولايات المتحدة وإداراتها الفاسدة خسرت هذه الحرب، والأمر متروك الآن للأفغانيين لبناء مستقبلهم.

وتساءل المقال: لكن، ماذا عن مسرح الجريمة الأمريكي الآخر الذي لا نهاية له في العراق؟ مجيباً بالقول: يبدو أن وسائل الإعلام الأمريكية لا تذكر العراق إلا عندما يقرر القادة الأمريكيون إسقاط المزيد من الصواريخ والقنابل على العراق وسورية بغية إرضاء بعض “الصقور” في واشنطن الذين لم يكتفوا بإسقاط أكثر من 150 ألف قنبلة وصاروخ على هذين البلدين منذ عام 2001!

ولفت المقال إلى أن العراقيين، منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق، في كانون الثاني 2020، ازدادوا تصميماً على إخراج قوات الاحتلال الأمريكية المتبقية من بلادهم، حيث أصدر مجلس النواب العراقي  بعد هذه الجريمة النكراء، قراراً يدعو القوات الأمريكية إلى مغادرة البلاد. وعلى الرغم من أن العراق كان اتفق مع الولايات المتحدة في أوائل نيسان الماضي على مغادرة القوات الأمريكية أراضيه في وقت قريب، إلا أنه لم يتم تحديد موعد لذلك بعد ولم يتم التوقيع على اتفاق مفصل بين الطرفين.

ورأى المقال أن الولايات المتحدة لديها سبب آخر للاحتفاظ بقواتها في العراق، بعيداً عن حجتها المعتادة وهي المشاركة في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو استخدام قواتها كقاعدة أمامية في حربها على إيران، مؤكداً أن التوترات ستكون أقل الآن وعادت القوات الأمريكية إلى بلادها لو أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن عند توليه منصبه انضمام بلاده إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه في عهد ترامب، لكنه بدلاً من ذلك واصل سياسة سلفه إزاء إيران من خلال استخدام سياسة “الضغط الأقصى” كشكل من أشكال النفوذ، ما أدى بالفعل إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

ورأى المقال أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق والاتفاق النووي الإيراني مترابطان، وهما جزءان أساسيان من سياسة تحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية وإنهاء دور الولايات المتحدة العدائي والمزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكداً أن الشعب العراقي له الحق نفسه  في تقرير مستقبله كشعب أفغانستان، وأن لكل دول الشرق الأوسط الحق والمسؤولية في العيش بسلام، من دون تهديد القنابل والصواريخ الأمريكية المتربص دائماً بهم وبرؤوس أطفالهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار