ألما بركات.. حصلت على العلامة التامة في الثانوية بريف دمشق
«أشبه بالعوم فوق غيمةٍ بيضاء»؛ هكذا وصفت الطالبة المتفوقة ألما نعمان بركات شعورها بعدما علمت نتيجتها في امتحان الثانوية العامة الفرع العلمي وحصولها على العلامة التامة 2900/2900، معتبرة أن هذا التفوق تحقق بالتّوق الملح إلى التميز وتحقيق الشغف، وما رافقه من تشجيع أسري كبير، عدا عن أسباب التفوق بشكل عام التي تتلخص بالجد والمثابرة وتنظيم الوقت والانتباه إلى كل جزء في كل درس ضمن جميع المواد.
قضت ألما (مواليد 2003) سنوات دراستها السابقة في المدارس الحكومية العامة، ووصفتها بأنها تتمتع بمستوى تعليمي رائع، إلا أنها في سنة الثالث الثانوي، ولأسباب خاصة، اضطرت للخروج من المدرسة الحكومية والالتحاق بالدراسة الحرة.
وعن مسيرة تفوقها تقول: الحياة تُرسم بوضع الأهداف، وكل نجاح كبير يتألف من نجاحات جزئية؛ فتفوقي في كل سنة دراسية على مستوى المدرسة كان جزءاً من نجاحي الأكبر في الثانوية العامة، وهذا النجاح الذي وصلت إليه سيصبح نجاحاً جزئياً من نجاحات كبرى أخرى على مستوى دراستي الجامعية وفي حياتي العملية لاحقاً. ومن أجل كل هذا وضعت خطط الوصول وعززت ثقتي بذاتي وبذلت كل ما بوسعي.
وعن دور أهلها في دعمها وتشجيعها على النجاح والتفوق، توضح ألما أن والديها حاولا قدر المستطاع تهيئة أجواء مناسبة للدراسة لها ضمن المنزل، إضافة للدعم النفسي والمعنوي الذي يعد من أهم العوامل في ظل ضغوط هذه السنة الدراسية، وتضيف: «وصولي إلى هذه المرتبة كان بفضلهم»، وتشير أيضاً إلى دور معلميها فيما قدموه من دعم وتشجيع معنوي بالإضافة إلى توضيح وشرح أي مسألة مبهمة وحل جميع الصعوبات.
وتبين ألما أنها دخلت شهر الانقطاع والتحضير للامتحان بكل جدٍ وإصرار، فكان الحد الفاصل بين مشقة السنة كاملةً وتحقيق الحلم، وكثيراً ما كانت تشعر بالملل والإرهاق، إلا أنها كانت تقوي عزيمتها بتذكر الحلم الذي تسعى إليه، واستمرت على ذات الوتيرة حتى موعد تقديم الامتحانات، التي كانت الخطوة الأولى على طريق النجاح.
تغلبت ألما على الظروف المعيشية الصعبة التي عانى منها الكثير من الطلاب، وخاصة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في منطقة سكنها جرمانا، فكانت الطالبة الوحيدة في ريف دمشق التي تحصل على العلامة التامة، وعن ذلك تقول: دائماً يأتي الألماس من شدة الظروف الضاغطة على الفحم، والشخص المتميز هو الذي يجعل من أي ظرف صعب سبيل لنجاح أكبر، ولأننا -أبناء جيلي- عاصرنا الحرب على سورية منذ بدايتها، زاد شعورنا بالانتماء الوطني والرغبة في تغيير مجرى الأحداث نحو الأفضل، فكان ذلك دافعاً في تحمل الكثير من المشقات، ولكن آمل أن تكون الظروف أفضل لطلابنا في المراحل المقبلة.