شاهد من أهلها ..!

كثيرون يروون ما يجري في أفغانستان ، على مرآة ما جرى في فيتنام . الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يذكِّر بانسحابها من فيتنام العام 1975 ، كلاهما هروب لجيش الدولة المتباهية بعظمتها بعد فشل في كليهما . اسمه الوحيد ( الهزيمة) ، و في كليهما تخلت هذه الدولة عمن ساعدها ، و غدرت بعملائها ، تخلياً لا يمكن وصفه إلا بـ( الخيانة )
تنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان – غالباً تحت جنح الظلام – بما يمكن وصفه هروباً ، و يخطط “البنتاغون” أن ينتهي الانسحاب في 11 أيلول ، ذكرى الهجمات الإرهابية على نيويورك 2001 التي استخدمت كذريعة لغزو أفغانستان ثم العراق ، و الآن , بعد عشرين عاماً على الغزو الذي رفع شعار ( القضاء على الإرهاب ) تترك أفغانستان لحركة طالبان لتسيطر على البلاد ، مجسدة فشل و هزيمة أمريكا .
من يعرف خبث السياسة الأمريكية، يرى أن واشنطن تخلي مكانها في أفغانستان لتمكن طالبان من استعادة السيطرة، و لتعود البلاد مصدراً للإرهاب المهدد لدول الجوار ، و يأمل الأمريكيون أن يشغل إرهاب طالبان كلاً من الصين و إيران و روسيا ، و يستنزف قدراتهم . و هكذا فإن انسحاب أمريكا ليس هزيمة فقط، بل هو إعادة اعتماد أمريكية للإرهاب . في مواجهة خصومها ، و عودة أمريكية مفضوحة لاستخدام الإرهاب في تحقيق أهدافها .
و بمناسبة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ، تخلّوا عن الحكومة الأفغانية الموالية لهم، و تركوها للمتعاونين مع جيشهم فريسة لطالبان . لتقتص منهم و تعاقبهم . بهذه المناسبة سألت نيويورك تايمز بعض المحاربين القدماء الفيتناميين الذين تحدثوا عن خيبتهم من انسحاب الجيش الأمريكي من فيتنام ، و تركه الموالين له وحدهم بالمواجهة. و قال أحد هؤلاء : “كنا مستعدين للقتال ، متأهبين للاستمرار عندما تركَنا الأمريكان و ذهبوا .. و كان شعورنا وقتها أننا تعرضنا للخيانة ”
في أفغانستان – كما في فيتنام – لم يكتفِ الأمريكيون بعار الهزيمة ، أكملوه بعار خيانة حلفائهم ، و توَّجوه بتخليهم عمن يمكن أن يحاكم بالموت لتعامله معهم … و إذا كانت نيويورك تايمز هي من يصف عمل الجيش الأمريكي في أفغانستان كعملها في فيتنام بـ( الخيانة ) ، فقد شهد شاهد من أهلها.. و هذا بمنزلة اعتراف أمريكي بالهزيمة و الخيانة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة