يستغرب من الرئيس الأمريكي جو بايدن دفاعه المبالغ به عن أمن خصومه بالحزب الجمهوري، فمع غياب الخيال لديه وضياعه للرؤية الواقعية لعلاقات دولية سليمة من جانب آخر، يرفع راية قضية ليست موجودة، لينطلق بحملة الافتراءات. ويرتدي قميص خصومه.
البيت الأبيض قال في بيان: إن بايدن أكد أنه سيحدد بشكل دقيق ما سيفعله للرد على “الهجوم الإلكتروني” الذي استهدف اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري!. رغم نفي “الجمهوري” للهجوم من أساسه أي نسف الرواية الأصلية التي يريد بايدن البناء عليها منْ يستغل السن المتقدم لبايدن؟.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي، في تصريحات سابقة: إن “تقارير وسائل الإعلام الأمريكية التي تزعم أن القراصنة الروس “كوزي بير” هي وراء الهجوم الإلكتروني سبقت الإدارة والتحقيق وأنه لم يتم إصدار أي إسناد فعلي بعد”.
الأكثر غرابة في الموضوع هو نفي صاحب العلاقة لمزاعم البيت الأبيض، فقد نفى الحزب الجمهوري الأمريكي التقارير حول الاختراق. وقالت مديرة الاتصالات بالحزب الجمهوري دانييل ألفاريز: إن ما نشر في وسائل الإعلام ليس صحيحاً.
بعد نفي ” الجمهوري” لأصل القضية، بايدن يتولى الدفاع عن قضية صاحبها لا علم له بها!. منْ يكتب لبايدن؟.
من جهتها، نفت سفارة روسيا في الولايات المتحدة تقارير عن مزاعم انتهاك “قراصنة الحكومة الروسية” لأنظمة الكمبيوتر الخاصة باللجنة الوطنية الجمهورية.
وأضافت السفارة، نرفض بشدة مثل هذه الافتراءات. وذكرت السفارة بايدن “بأن الحزب نفسه نفى حقيقة وجود عنصر إلكتروني”.
الهدف من ابتكار مثل هذه الافتراءات ودفعها إلى واجهة الأحداث لم يتضح بعد، لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف وضعه في جانب الموتورين اللذين يرفضون تحسن العلاقات الروسية- الأمريكية، إذ قال ريابكوف: إن جهات في الولايات المتحدة تواصل ابتكار خرافات وأساطير عن هجمات قراصنة يُزعم أنها مرتبطة بموسكو، مشيراً إلى أنه من الواضح أن هؤلاء هم أولئك الذين يعتبرون احتمال تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة أمراً غير مرغوب فيه.
وخلص ريابكوف إلى القول: إن السبب في ذلك هو “غياب الخيال” لدى مؤلفي مثل هذه المواد، حيث أنهم يضطرون إلى استخدام “مواد خام ثانوية”. وذلك “في شكل هذه الخرافات عن قراصنة روس مجهولين. هكذا فقط”.