المشروع الصناعي الصغير مستمر بخطته.. و”صناعيوه” يطلقون مشروعاتهم الخاصة
تعرضت اليد العاملة الماهرة في مدينة حلب وتحديداً في الشق الصناعي إلى استنزاف كبير استفادت منه الدول المجاورة وخاصة تركيا بعد محاولاتها الحثيثة لاستقطاب الكفاءات والخبرات الصناعية بغية حرمان البلاد من مساهماتها في إعادة الإعمار، لذا جاء “مشروع الصناعي الصغير” كمحاولة مثمرة لتعويض وترميم النقص في سوق العمل الصناعي عبر بناء كفاءات صناعية شابة يكون لها دور في إنعاش الصناعة في حلب من جديد وتشغيل المعامل المتوقفة على نحو يعيد العز الصناعي إلى العاصمة الاقتصادية.
“المشروع الصناعي الصغير” الذي تنظمه غرفة صناعة حلب بالتعاون مع مديرية تربية حلب وجامعة حلب اختتم اليوم فعاليات الدورة الرابعة منه، حيث احتضن هذا المشروع قرابة 50 طالباً وطالبة من اختصاصات مختلفة، استطاعوا عبر تنظيم أنفسهم في مجموعات سبع إعداد 7 مشاريع تنوعت بين هندسي ونسيجي وغذائي وكيميائي، تنافسوا فيما بينهم من أجل نيل المركز الأول بعد تقديم مشاريعهم أمام اللجنة، ليظفر الصناعيون الصغار الذي أنشؤوا مشروعاً لاستخلاص المواد الطبيعية بآلة صنعوها بأنفسهم الجائزة الأولى، مع توزيع شهادات تميز وإبداع لكل الطلاب المشاركين في مشروع الصناعي الصغير.
معاون مدير تربية حلب للتعليم المهني والتقني محمد حمود أشار إلى أهمية مشروع الصناعي الصغير في إعداد جيل صناعي شاب يعول عليه في النهوض بالواقع الصناعي في المرحلة القادمة، مثنياً على المشاريع المقدمة من قبل الطلاب المشاركين في مشروع الصناعي الصغير، حيث سيكون لها فائدة ونفع في المستقبل وخاصة عند إيجاد جهة داعمة لهذه المشاريع على نحو يشجع هؤلاء الشباب على مواصلة العمل في المجال الصناعي وإيجاد فرص عمل هامة لها في المجال الصناعي، مشيراً إلى أهمية التعاون المثمر بين غرفة صناعة حلب وتربية حلب في استقطاب الكفاءات الشابة ودعمها وصقلها بطريقة تنعكس إيجاباً على الواقع الصناعي في مدينة حلب.
بدورها رئيسة لجنة سيدات الأعمال آني ماركوسيان قالت لـ”تشرين”: مشروع الصناعي الصغير مشروع رائد هدفه إعداد جيل صناعي شاب يكون له دور في إعادة تأهيل وترميم الصناعة في حلب وإرجاعها إلى عهدها وعزها الصناعي، مع العمل على نشر وتعميم الفكر الصناعي بين جيل الشباب وخاصة في ظل نقص الكوادر العاملة، لافتة إلى أهمية المشاريع المقدمة من قبل الطلاب المشاركين الذين يمتلكون إبداعاً وتصميماً على تحقيق مشاريعهم الذي أنجزوها بكل إرادة وتصميم وروح عمل جماعي بعد الاطلاع على العمل الصناعي في المعامل والمنشآت الصناعية على نحو ساهم في رفد مهاراتهم وخبراتهم التي تستفيد منها في المحصلة الصناعة في مدينة حلب.
وشددت على أن تبني المشاريع المقدمة من قبل الطلاب المشاركين في المشروع الصناعي الصغير بدورته الرابعة يعتمد بالدرجة الأولى على تسويق هذه المشاريع لدى الصناعيين وإيجاد جهة تتبنى هذه المشاريع وتدعم هؤلاء الصناعيين الصغار الذي سيتعمد عليهم في المستقبل في النهوض بالواقع الصناعي، مؤكداً تقديم كل الدعم والتشجيع اللازم لانطلاق هؤلاء الشباب في مشاريعهم وإبصارها النور، مبيناً استمرار مشروع الصناعي الصغير والبحث دوماً عن كفاءات شابة على نحو يسهم في بناء جيل صناعي متطور يترك بصماته الواضحة في إنشاء صناعة متطورة.
من جهته أمين سر غرفة صناعة حلب رأفت الشماع بيّن أهمية المشروع الصناعي الصغير في بناء جيل صناعي يافع سيعطي قيمة مضافة للصناعة المحلية، مشدداً على أن المشاريع المقدمة ستكون نواة لمشاريع كبيرة في المستقبل بهمة وطاقة الجيل الشاب ودعم الجهات الراعية لهذا المشروع الهام، الذي يعد انعكاس للمجتمع الاقتصادي والصناعي.
ت: صهيب عمراية