رأى مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن تعيين جيفري فيلتمان مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى القرن الإفريقي يثير التساؤلات حول رغبة واشنطن في تفجير التوترات في المنطقة بأكملها من إثيوبيا إلى مصر في سيناريو مشابه لسيناريو سورية لكن أكثر خطورة، مع الأخذ بعين الاعتبار سجل فيلتمان المظلم، خاصة في لبنان وأثناء تدخلات الـ”سي آي إيه” في ما يعرف بـ”ثورات الربيع العربي” التي ضربت منطقة الشرق الأوسط بعد عام 2010.
وأشار المقال إلى أن منطقة القرن الإفريقي، التي تضم إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي والصومال وتمتد سياسياً واقتصادياً في كثير من الأحيان لتشمل السودان وجنوب السودان وكينيا وأوغندا، تعد إستراتيجية باعتبارها منبع لنهر النيل وبوابة لتدفقات الشحن العالمية الرئيسية عبر البحر الأحمر وقناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقال المقال: من الواضح أن القرن الأفريقي أصبح هدفاً لموجة جديدة من زعزعة الاستقرار السرية والعلنية، إذ يبدو الآن، بعد أن سيطر الديمقراطيون مرة أخرى على الرئاسة الأمريكية، أن التدخلات في المنطقة، والتي وصلت إلى ذروتها في عام 2015 مع الحرب الأمريكية بالوكالة على سورية وتنصيب أنظمة الإخوان المسلمين المدعومة من الولايات المتحدة في مصر وتونس وليبيا، تستأنف كأولوية عليا لواشنطن.
ورأى المقال أن تعيين الأمم المتحدة في شباط 2021 لفولكر بيرثيس كممثل خاص لها في السودان، وفيلتمان في حزيران كممثل خاص للولايات المتحدة إلى القرن الإفريقي من إدارة بايدن، يشير إلى تهيئة الظروف المسبقة لزعزعة الاستقرار، حيث عمل الاثنان بشكل وثيق في العمليات السوداء خلال “الربيع العربي” على تدمير لبنان وزعزعة استقرار سورية، ويقال أن كليهما كان يعمل عن كثب مع وكالة المخابرات المركزية أيضاً.
وأشار المقال إلى أن فيلتمان كان صرح بشكل خاص لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية في نيسان الماضي بأن المنطقة قابلة للانزلاق إلى أزمة إقليمية كاملة لا يمكن مقارنتها بما حصل مع سورية وذلك بالنظر إلى حجم الأزمات التي تعصف بها، بما في ذلك النزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان، والتوترات حول سد النهضة الإثيوبي، إضافة إلى الصراع في إقليم تيغراي بين القوات الحكومية الإثيوبية والقوات التابعة للإقليم.