انضم عدد من الجمعيات الخيرية والهيئات الروحية إلى المبادرة التي أطلقها محافظ الحسكة غسان خليل لتزويد سكان الحسكة بمياه الشرب بواسطة الصهاريج، والمقدمة من منظمة الهلال العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة اليونيسيف، ليثبت المجتمع الأهلي المحلي حضوره في هذه المبادرة لتصبح بذلك القافلة أكبر وأوسع وتضم صهاريج أكثر، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بالمباشرة بتعبئة خزانات المواطنين الموجودة على الأسطح بدلاً من تعبئة البيدونات التي ملَّ منها السكان وتحولت مع مرور الزمن إلى عبء عليهم ومشكلة بحد ذاتها بدل أن تكون حلاً لمشكلة، ولاسيما أن تعبئة الخزانات هو مطلب سكان الحسكة.
و ذكر مدير الشؤون الاجتماعية والعمل ابراهيم عواد الخلف لـ(تشرين) أن عدداً من الجمعيات الخيرية والهيئات الروحية في الحسكة أطلقت مبادراتها المسماة (قطرة ماء) كجزء من المبادرة الكبرى لتزويد سكان الحسكة بمياه الشرب، وذلك لدعم المجتمع المحلي في ظل تفاقم أزمة المياه التي يعاني منها سكان المدينة من جراء إقدام المحتل التركي ومرتزقته على اقتراف جريمة العصر المتمثلة بتوقيف محطة مياه عللوك عن العمل نهائياً وقطع مياه الشرب وتعطيش مليون إنسان من السكان المدنيين في محافظة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها معرضاً حياتهم للخطر في هذه الأجواء الحارة والظروف الصحية الصعبة من جراء انتشار فيروس كورونا.
وبَـيّـن الخلف أن مبادرة (قطرة ماء) التي تجري بإشراف مدير الشؤون الاجتماعية والعمل وعضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة تتضمن تسيير عدد من الصهاريج ضمن مركز المدينة وذلك على مدار شهر كامل، وسيتم إطلاق عدة مبادرات أخرى في الأيام القادمة.
من جانبه عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة- رئيس لجنة متابعة تأمين المياه لسكان الحسكة حسن الشمهود قال لـ(تشرين) : إن مبادرة (قطرة ماء) التي أطلقتها عدة جمعيات خيرية وهيئات دينية في المحافظة تأتي في إطار الجهود الحكومية المبذولة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبعض الجهات الحكومية الخدمية لتعبئة الخزانات المنتشرة في مختلف أرجاء المدينة والأحياء المحيطة بها، إضافة إلى توفير المياه بشكل مباشر للأهالي في المناطق التي لا يوجد فيها خزانات، حيث قامت هذه الجمعيات والهيئات بتسيير عدد من الصهاريج الإضافية لتوزيع المياه على الأهالي في مدينة الحسكة بشكل مباشر، لتنضم الصهاريج الجديدة إلى قافلة الصهاريج التي تم إطلاقها أمس والتي تم من خلالها تسيير 19 صهريج مياه. مؤكداً أن المبادرات مستمرة إلى حين إعادة تشغيل محطة مياه عللوك مجدداً واستقرار ضخ المياه إلى الأهالي.
وأشار الشمهود إلى أن محافظ الحسكة غسان خليل وفور إقدام المحتل التركي ومرتزقته على توقيف محطة مياه عللوك شكل لجنة تضم في عضويتها كلاً من عضوي المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة لقطاعي الخدمات والمرافق والشؤون الاجتماعية والعمل ومؤسسة المياه ومجلس مدينة الحسكة ومديرية الشؤون الاجتماعية وأمين سر لجنة الإغاثة الفرعية، مهمة اللجنة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة آثار جريمة قطع المياه عن أهالي الحسكة وتل تمر من قبل المحتل التركي ومرتزقته. ومن هذه الإجراءات زيادة كميات مياه الشرب التي يتم تأمينها عبر الصهاريج للمواطنين بشكل مجاني وزيادة عدد خزانات المياه ضمن المدينة لتضاف إلى الخزانات الموجودة سابقاً، حيث تم الاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف والهلال الأحمر العربي السوري لتأمين 60 خزان مياه إضافي، ومن الإجراءات الأخرى تكليف عمال مؤسسة المياه بمرافقة صهاريج المياه للتأكد من تعبئتها من منهل نفاشة حصراً، والتأكد من سلامة مياه الشرب ضمن الخزانات وصلاحيتها للاستهلاك البشري، والعمل على تأمين 10 آلاف بيدون لحفظ المياه سعة 25 ليتراً وحبوب لتعقيم المياه لتوزيعها على الأهالي.
يذكر أن قوات الاحتلال التركي العثماني الجديد ومرتزقتها من المجموعات المسلحة المرتبطة بها أقدمت منذ قيامها باحتلال منطقة رأس العين في التاسع من تشرين الأول 2019 على التحكم بمحطة مياه عللوك وقطع مياه الشرب عن سكان الحسكة وتل تمر للمرة الخامسة والعشرين ولفترات زمنية طويلة وصل بعضها إلى نحو 35 يوماً وذلك في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان.