شكلت جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول الاتفاق النووي الإيراني ومناقشة القرار (٢٢٣١) الذي أقر الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الكبرى فرصة جديدة لإعادة تأكيد كل طرف على أولوياته، حيث لم تسجل الجلسة أي جديد على طريق إعادة إحياء الاتفاق .
وخلال هذه الفترة الفاصلة من عمر إعادة إحياء الاتفاق، وبعد مرور ست جولات شهدتها مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن، إضافة إلى الجلسة الأخيرة في مجلس الأمن لا تزال واشنطن تتحدث عما سمّته أولويات تتبلور خلال المحادثات، ما يعد مماطلة في العودة إلى الاتفاق وانتهاكاً واضحاً للقرار الأممي رقم (٢٢٣١) الخاص بالاتفاق .
وتهدف واشنطن عبر هذه المماطلة إلى الحصول على كل ما تريد من دون إعطاء طهران حقوقها التي يكفلها الاتفاق وأبرزها رفع العقوبات عن الشعب الإيراني وإيقاف الإرهاب الاقتصادي الممارس أميركياً على طهران .
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لوسائل إعلام أوروبية: أجرينا 6 جولات غير مباشرة مع إيران عبر شركائنا الأوروبيين، وخففنا كثيراً من الخلافات القائمة بشأن كيفية العودة إلى الاتفاق النووي لكننا لم نحلها جميعها، مضيفاً: لا تزال هناك خلافات كبيرة، لا يمكنني أن أقول لكم ما إذا كنا سنستطيع تجاوز تلك الخلافات، هذا الأمر مرهون بدرجة أساسية بالقرارات التي سيتم اتخاذها في طهران.
بدورها، رأت طهران عبر مندوبها في مجلس الأمن أنها دفعت ثمناً غالياً كي تفي بالتزاماتها في الاتفاق النووي. وأضاف: إن بلاده مارست سياسة الصبر الاستراتيجي وضبط النفس على مدى سنوات، في حين أن واشنطن ما زالت تنتهك القرار 2231 الخاص بالاتفاق النووي.
وأكد المندوب الإيراني أنه من المهم ضمان رفع العقوبات بشكل قابل للتحقق، مؤكداً أن إيران ستستمر في تطوير قدراتها الدفاعية التقليدية ولن تقوّضها.
مندوب الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ بدا موارباً، وحذّر من أن الوقت ليس في مصلحة أحد، وقال: ما قد يكون ممكناً اليوم قد يصبح مستحيلاً في المستقبل القريب، أمامنا فرصة دبلوماسية محدودة يجب ألا نضيعها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناشد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفع أو استثناء كل العقوبات المفروضة على إيران.
وتجري المحادثات رسمياً بين إيران من جهة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، لكن الاتحاد الأوروبي وواشنطن سبق أن أكدا مشاركة الولايات المتحدة في الحوار من دون خوضها أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني.
وترفض طهران التفاوض المباشر مع إدارة الرئيس بايدن قبل رفع كامل للعقوبات عن اقتصادها في وقت لا يزال فيه موعد الجولة السابعة يلفه الغموض حتى الآن .
قد يعجبك ايضا