أكدت سورية وروسيا مواصلة الجهود لتهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى مناطقهم وأن الموضوع “الإنساني” الذي تتبجح به الجهات المعادية ما هو إلا ذريعة للاعتداء على سيادة سورية ومواصلة دعم الإرهاب.
وبين وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف في المؤتمر الصحفي المشترك السوري الروسي بدمشق صباح اليوم إجراءات الدولة السورية لإعادة المهجرين إلى مناطقهم وذلك من خلال تهيئة البيئة التشريعية المحفزة للعودة وتسوية الأوضاع القانونية وإصدار مراسيم عفو ولا سيما مرسوم العفو رقم 13 لعام 2021 الذي يمثل الخطوة الأكبر والأهم لتشجيع عودة المهجرين إضافة إلى توفير البنية التحتية والخدمية اللازمة للمعيشة في المناطق المحررة من الإرهاب إضافة إلى دعم المشاريع الصناعية والزراعية التي تساعد أهالي المناطق المحررة على الإنتاج وبالتالي تحسين مستوى معيشتهم.
وأشار مخلوف إلى أن الدولة السورية تركز على زيادة الإنتاج للتخفيف من آثار الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على السوريين، ومنذ بداية العام الجاري تم تخصيص مقاسم لـ 304 منشآت في المدن الصناعية وبلغ عدد المنشآت قيد البناء فيها 75 منشأة فيما دخلت 43 منشأة طور الإنتاج وتؤمن 1800 فرصة عمل.
و لفت وزير الإدارة المحلية إلى المتابعة المباشرة التي يوليها السيد الرئيس بشار الأسد للقطاعات الصناعية الإنتاجية من خلال زياراته الميدانية ولقائه المباشر مع الصناعيين إضافة إلى صدور قانون الاستثمار الجديد بهدف خلق بيئة استثمارية وتوسيع قاعدة الإنتاج بالتوازي مع استمرار العمل في المناطق الصناعية والحرفية المحدثة وعددها 159 و إعادة تأهيلها مع ترميم الأسواق التجارية والحرفية في مراكز المدن وإعادة ضخ المياه في محطة مياه مسكنة بحلب وإعادة تشغيل 12 بئر مياه في السويداء ووضع محطة مياه حطلة في دير الزور بالاستثمار وتأهيل 9 مراكز للتنمية الريفية في ريف دمشق وافتتاح مبنى الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي وعدد من المراكز الصحية في محافظة حلب إضافة إلى تأهيل وافتتاح صومعة دبسي عفنان لتخزين الحبوب في ريف الرقة المحرر من الإرهاب.
وأكد المهندس مخلوف تواصل التعاون والتنسيق بين سورية وروسيا الاتحادية لعودة المهجرين حيث تم فتح ممرات سراقب وميرناز في إدلب وأبو الزندين بحلب لخروج المواطنين السوريين من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية المرتبطة بالنظام التركي التي تحتجز المدنيين وتمنعهم من الخروج إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري لافتا إلى استمرار النظام التركي بممارساته الإجرامية بحق السوريين حيث قام مؤخراً بحرق المحاصيل الزراعية وحقول القمح غرب خان شيخون والسطو على كمية المياه الواردة إلى الأراضي السورية من نهر الفرات إلى أدنى المستويات ما أدى إلى توقف معظم مجموعات التوليد الكهرومائية العاملة في سدي تشرين والطبقة وحرمان محافظة الحسكة بالكامل من المصدر الرئيسي للطاقة الكهربائية ومياه الشرب ومياه ري المحاصيل الزراعية.
وبين مخلوف استمرار معاناة السوريين في مخيمات اللجوء ولا سيما مخيم الركبان والذي طالبت سورية وروسيا مراراً بإغلاقه إلا أن المحتل الأمريكي ما زال يمنع ما تبقى في المخيم من كبار سن وأطفال ونساء من الخروج فيما لا يزال مخيم الهول الواقع تحت سيطرة ميليشيا “قسد” يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الإنسانية والصحية.
في حين أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان خلال المؤتمر أن موضوع إيصال المساعدات عبر الحدود “المعابر” يأتي ضمن سياق استثمار الدول المعادية بالموضوع الإنساني و”يهدف إلى انتهاك السيادة السورية وتوفير مختلف وسائل الدعم للمجموعات الإرهابية وهنا تظهر خطورة هذا الموضوع لجهة عدم إمكانية ضبط المواد التي يتم إدخالها وبالتالي قد تشكل إحدى وسائل وأوجه الدعم للمجموعات الإرهابية”.
وبين سوسان أن المشكلة الإنسانية المتمثلة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية التي تتحدث عنها الجهات المعادية لسورية هي موضوع مختلق وزائف حيث تمثل المساعدات التي تدخل عبر المعابر أقل من 5 بالمئة من إجمالي الاحتياجات المقدمة وهي في النتيجة تصل للمجموعات الإرهابية لتتحول هذه المساعدات من أداة لتخفيف معاناة الناس إلى دعم الإرهاب وتمويله.
وأشار سوسان إلى أنه في مواجهة هذه السياسات الغربية المعادية لسورية تم إغلاق ثلاثة معابر كانت تدخل المساعدات عبرها بقرارات من مجلس الأمن وبقي معبر باب الهوى الذي نعمل الآن مع الأصدقاء على إغلاقه الأمر الذي يفسر الحملة المسعورة للإدارة الأمريكية وأدواتها وفي مقدمتهم النظام التركي للإبقاء على هذا المعبر مؤكداً أن سورية ملتزمة بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كامل أراضيها دون تمييز ومستمرة في التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في هذا الشأن على أن يتم إيصال المساعدات من دمشق بموافقة الحكومة السورية وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 182-46 وأن يتم التوزيع من داخل سورية بمشاركة وإشراف الهلال الأحمر العربي السوري ما يضمن عدم وصول هذه المساعدات للمجموعات الإرهابية.
وقال سوسان: إن سورية لن تسمح لأي جهة كانت بالتطاول على سيادتها وخاصة من أولئك الذين يتشدقون بحقوق الإنسان وهم السبب الأساس في معاناة السوريين عبر دعمهم للإرهاب وإجراءاتهم القسرية أحادية الجانب اللامشروعة التي تصيب السوريين في حياتهم وصحتهم ولقمة عيشهم والتي تشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.
من جانبه قدم ممثل مركز التنسيق الروسي اللواء البحري كوليت فاديم فرانتسيفيش عرضاً لنشاطات المركز حيث وثق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قيام إرهابيي “جبهة النصرة” بتنفيذ 30 إلى 40 اعتداء إرهابياً على المناطق الآمنة بشكل يومي فيما قام المركز بمد وصيانة عشرات الكيلومترات من خطوط كهرباء وشبكات المياه وتركيب 16 محطة تحويل كهربائية وتأهيل 45 مرفقاً وبناء سكنياً و4 مرافق إنتاج وموقعين للتراث الثقافي و4 مرافق تعليم و3 مرافق صحية.
وبين فرانتسيفيش أن المركز وزع خلال الفترة الماضية 1600 حصة غذائية و1500 مجموعة بياضات طبية و3000 مجموعة علب أدوية إضافة إلى اطقم أسرة وبطانيات وألعاب أطفال وقرطاسية إضافة إلى نقل المساعدات الإنسانية من الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأشار فرانتسيفيش إلى أن المركز قام خلال الربع الثاني من العام 2021 بتفكيك 181 عبوة متفجرة في سورية بمساحة إجمالية تقدر بـ 115089 متراً مربعاً.
أما مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن سليمان فقد أكد أن الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية هو عامل رئيس من عوامل عدم الاستقرار واستمرار الإرهاب في ممارسة جرائمه وانتشاره في المنطقة والعالم حيث تدعم هذه القوات إرهابيي “داعش” وغيرهم لتضمن بقاءها أطول فترة ممكنة على الأراضي السورية ومواصلة سياساتها العدوانية الإرهابية تجاه الشعب السوري والإمعان في سرقة نفطه وقمحه وثرواته وتهريبها عبر الحدود والمعابر اللاشرعية بالتنسيق مع الميليشيات المدعومة من قبلها وفي مقدمتها ميليشيا “قسد”.
وأشار اللواء سليمان إلى البيان الأخير للنيابة العامة العسكرية الذي أثبت بالصور والوثائق أن واشنطن لجأت وبمشاركة وتمويل من دول غربية وإقليمية إلى استخدام وكلاء على الأرض ومولتهم وسلحتهم ودربتهم للاعتداء على الجيش العربي السوري والعسكريين الروس مؤكداً أن الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية هو عدوان عسكري واحتلال موصوف يتعارض مع المواثيق التي أقرتها الأمم المتحدة.
وأوضح اللواء سليمان أن التنظيمات الإرهابية لا تزال تخرق اتفاق خفض التصعيد في إدلب وذلك بإيعاز من مشغلها التركي الذي يمارس إرهاباً من نوع آخر يستهدف مناطق الشمال السوري حيث يقوم بتغيير معالم تلك المناطق ديموغرافياً وفرض سياسة تتريك فاضحة.
وأشار اللواء سليمان إلى إن قواتنا المسلحة الباسلة عازمة بالتعاون مع القوات المسلحة الروسية الصديقة على مواصلة تنفيذ مهامها في محاربة الإرهاب فيما تتابع وحدات الهندسة في الجيش تمشيط المناطق المحررة وإزالة مخلفات الإرهابيين لضمان عودة آمنة للأهالي.
ت: طارق الحسنية