أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب حربها التجارية، تخوض حرباً رقمية ضد الصين تستهدف بشكل خاص الرقائق الدقيقة التي تشكل نواة كل أجهزة تكنولوجيا المعلومات والتطوير.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة فرضت في أيلول 2020 حظراً صارماً على تصدير المواد الأساسية التي تحتاجها شركة “أس أم آي سي” الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية في الصين، وذلك بتحريض من وزارة الدفاع الأمريكية على أساس مزاعم متعلقة بأن الرقائق الصينية تشكل تهديداً للولايات المتحدة، كما جاءت هذه الخطوة في أعقاب حظر سابق على تصدير الرقائق واستخدامها من شركة الاتصالات الصينية الرائدة “هواوي”.
وبيّن المقال أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان أصدر في الثالث من الشهر الجاري قائمة منقحة وموسعة تحظر امتلاك أو تداول أي أسهم أو أوراق مالية متعلقة بـ 59 شركة صينية، على أساس التهديد المفترض من “تكنولوجيا المراقبة الصينية”، وتشمل الشركات الصينية الكبرى المدرجة “إس إم آي سي، وتشاينا موبايل وتشاينا يونيكوم” وغيرها الكثير.
وقال المقال: إن مجلس الشيوخ الأمريكي كان أصدر في الثامن من الشهر الجاري تشريعاً يحتوي على مجموعة كاملة من الأحكام المناهضة للصين، بما في ذلك إقرار “صندوق الرقائق لأمريكا” بقيمة 52 مليار دولار والذي يهدف إلى حرمان الصين من الوصول إلى الرقائق عالية الجودة من خلال دعم الشركات على تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، ويتوقع أن يمرر هذا التشريع إلى مجلس النواب الأمريكي ليصادق عليه ويصبح قانوناً، ومن جملة الدوافع التي يستند إليها هذا التشريع الادعاءات بأن الرقائق الدقيقة في أيدي الصين تشكل بطريقة ما “تهديداً أمنياً” للولايات المتحدة.
وأكد المقال أن الولايات المتحدة تسعى إلى تبرير حربها الرقمية بادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة تقول إن الشركات والتقنيات الصينية تشكل تهديداً عسكرياً أو أمنياً للولايات المتحدة، علماً أن الهدف الحقيقي هو تعليق التطور الصيني في مجال الصناعات عالية التقنية التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديداً لدافعها في ممارسة الهيمنة الاقتصادية والعسكرية في آسيا وحول العالم.
وتابع المقال: وكي ندرك سبب اعتبار التكنولوجيا العالية الصينية تهديداً للهيمنة الأمريكية، نحتاج إلى النظر في المسار الحالي لتطور التكنولوجيا، حيث تعتمد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والتعليمية والعلمية والشخصية بالفعل بشكل متزايد على الإنترنت، وفي مواجهة هذه التطورات المغيرة لشكل العالم، تتبع الولايات المتحدة والصين نهجين متعارضين.
وأضاف المقال: يتمثل نهج الولايات المتحدة في ممارسة السيطرة على التكنولوجيا الرقمية لضمان إمكانية استخدامها للحفاظ على هيمنتها العالمية وهو ما يتبلور كثيراً عبر التصريحات التي يرددها بايدن وغيره من السياسيين الأمريكيين: “يجب على الولايات المتحدة أن تفوز بالقرن الحادي والعشرين”، بينما تتبع الصين نهجاً مختلفاً تماماً، وهو القائم على تطوير التكنولوجيا بما يحقق مصالح الشعب الصيني ومشاركتها مع العالم من أجل بناء مجتمع بشري ذو مصير مشترك للبشرية جمعاء.