وزير الصناعة العراقي من حلب: رؤية مشتركة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية
حطّ وزير الصناعة والمعادن العراقي رحاله في مدينة حلب عبر لقائه الصناعيين في غرفة صناعة حلب بحضور وزير الصناعة زياد صباغ الذي أكد أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق الشقيق، لافتاً إلى اهتمام وزير الصناعة العراقي بزيارة مدينة حلب نظراً لأهميتها الاقتصادية والصناعية، فالهدف من لقاء الصناعيين بالدرجة الأولى العمل على توطيد العلاقات الثنائية والتركيز على القطاع الصناعي لكونه الجناح الرئيس للاقتصاد المحلي.
وبين الوزير صباغ أهمية تبادل الخبرات والبضائع بين البلدين بغية تحسين وتطوير العلاقات الاقتصادية، مشدداً على أهمية الاستماع إلى آراء ووجهات نظر الصناعيين بغية الوصول إلى رؤية مشتركة تحقق التعاون الاقتصادي المنشود بين البلدين الشقيقين.
وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز أكد أهمية مدينة حلب الاقتصادية لكونها مدينة صناعية بامتياز، فالزراعة والصناعة هما الأساس للوصول إلى اقتصاد قوي ومعافى، مشيراً إلى أن الهدف من زيارته هذه المدينة ولقاء الصناعيين هو العمل معاً ضمن الإمكانات المتاحة على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة على أرض الواقع ووضع رؤية واضحة بهذا الخصوص، مشدداً على أن حجم التطلعات كبير جداً لكن سيتم العمل حالياً ضمن الإمكانات المتاحة في ظل الظروف القائمة التي يعيشها البلدان الجاران. واستعرض وزير الصناعة العراقي الواقع الصناعي في العراق والصناعات القائمة التي لا تزال قيد الترميم والتأهيل وخاصة أن المنشآت الصناعية في المدن العراقية تعرضت إلى تدمير كبير من جراء الحرب وإجرام المجموعات الإرهابية المسلحة، لافتاً إلى أن سورية بدأت تنهض من جديد في المجال الصناعي وخاصة أنها حققت قبل سنوات الحرب عليها قفزات نوعية وكانت بلداً صناعياً كبيراً، وبالتالي من المهم معرفة ما هي الصناعات والبضائع التي تحتاجها السوق العراقية من المنتجات السورية والعكس صحيح بغية العمل بشكل واقعي وجدي للاستفادة من إمكانات البلدين في سد النقص في السوقين وتعزيز وتمتين العلاقات الاقتصادية.
وأشار الخباز إلى أهمية التفكير في تأسيس شراكات صناعية في المنطقة تتشارك فيه سورية والعراق وغيرها من الدول العربية الراغبة، والهدف تأسيس قوة اقتصادية كبيرة ، يتم من خلالها تبادل الخبرات والبضائع والآليات.
فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب شدد على أهمية زيارة الوفد العراقي برئاسة وزير الصناعة والمعادن العراقي إلى مدينة حلب، وخاصة أن العراق يعد السوق الأبرز للمنتجات السورية، لافتاً إلى أنه لا يمكن عدّ الوفد العراقي كغيره من الوفود العربية أو الأجنبية، فالوفد العراقي كما يقال: « منا وفينا».
وبين الشهابي أن مدينة حلب هي توءم مدينة الموصل، التي تعرضت إلى تدميرٍ كبيرٍ وخُرِّبت صناعتها من قبل الإرهاب، لكنها صمدت كما صمدت مدينة حلب، واليوم صناعيوها رغم كل الظروف الصعبة يعملون وينتجون ويتحدون كل المصاعب من أجل استمرار صناعتهم وتشغيل منشآتهم، مشدداً على أن العمق الاستراتيجي للمنتج السوري هو السوق العراقية، مشيراً إلى أهمية التعاون الثنائي المشترك بين سورية والعراق على نحو يمكننا من تأسيس قوة إقليمية اقتصادية كبيرة تسهم في مواجهة التكتلات الاقتصادية الموجودة.
بدورهم صناعيو مدينة حلب المنتجون أشاروا إلى بعض الصعاب والعراقيل التي تواجه تصدير منتجاتهم إلى الأسواق العراقية كمنح سمات الدخول إلى العراق من دون تأخير وحلّ إشكالية نقل البضائع وتسهيل دخولها إلى الأسواق المستهدفة، وقد وعد وزير الصناعة العراقي بنقل هذه المشاكل إلى الحكومة العراقية والعمل على حلها بصورة نهائية على نحو يضمن زيادة التبادل التجاري المشترك بين البلدين وتقوية العلاقات الاقتصادية وإرجاعها إلى عهدها السابق.