المتهم معتمدو الرغيف .. ازدحام جديد على أفران حلب
بعد أن كثرت مخالفات الأفران خلال الفترة الماضية وزيادة الازدحام على الأفران في مدينة حلب جراء تجاوزات معتمدي الخبز، الذين يبلغ عددهم 500 معتمد، وهو عدد كبير يفترض تخفيضه وخاصة بعد أن شكل الخبز تجارة رابحة لهم بعد أن وصلت يومية المعتمد إلى عشرة آلاف ليرة كحد أدنى بينما يقف المواطن ساعات طويلة للحصول على حصته أو يضطر إلى شراء ربطة الخبز بأسعار سياحية بعد تحكم المعتمد في تسعيرته على هواه.
مدير فرع المخابز في حلب جهاد السمان حمل مسؤولية الازدحام على الأفران إلى معتمدي الخبز، الذين يعمدون برأيه إلى المتاجرة بهذه المادة الأساسية من خلال حصولهم على حصة كبيرة من مادة الخبز تصل إلى 200 ربطة يومياً يتم بيعها بأسعار كبيرة على نحو يحقق لهم أرباح معقولة، كما أن هناك حصة المواطنين في بعض المناطق ومن هم خارج البلاد أيضاً، فهؤلاء المواطنين تم تخريج بطاقات ذكية لهم لكنهم على أرض الواقع لا يأخذون حصتهم من مادة الخبز، بالتالي توزع على المعتمدين ويتاجرون فيها، لافتاً إلى ضرورة تخفيض حجم الكميات المقدمة إلى المعتمدين لحل هذه الإشكالية والتركيز على كوات الأفران على نحو يضمن حصول المواطن على حصته بالسعر الرسمي ويخفف من الازدحام بالوقت ذاته، مع ضرورة قيام دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمراقبة عمل الأفران والمعتمدين ومعرفة أين تذهب الكميات الموزعة كيلا يتم المتاجرة ورفع المعتمدين تسعيرة الخبز.
وبين السمان هناك استجرار كبير لمادة الخبز والمعتمدين هم السبب الأول في هذا الوضع المستجد، أما السبب الثاني فيكمن في ارتفاع الطلب على الخبز العلفي، فعندما يصبح هناك ارتفاع في أسعار الأعلاف، يزداد الطلب على الخبز بغية استخدامه كعلف، وهنا أيضاً يكون معتمدي الأفران في دائرة الاتهام كون عملية بيع مادة الخبز على البطاقة الذكية مضبوطة، بالتالي يتم اللجوء إلى الخبز لدى المعتمدين واعتماده كعلف، الأمر الذي يؤدي إلى حصول ضغط على الأفران والازدحام كما هو حاصل اليوم.
وشدد على ضرورة إيجاد حل لمشكلة معتمدي الخبز بصورة نهائية على نحو يضمن تخفيف الازدحام ومنع المتاجرة بمادة الخبز التي تدفع الدولة أموال كثيرة لتأمينه للمواطن.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أحمد السنكري بين أنه لا يمكن حالياً تخفيض كميات الخبز الممنوحة إلى المعتمدين، وخاصة أن الكثير من الأحياء لا يوجد فيها فرن بعد تعرض الأفران إلى التخريب والتدمير من المجموعات الإرهابية المسلحة، بحيث يعتمد على معتمدين الخبز في إيصال الخبز إلى المواطنين.
وشدد السنكري على أن دوريات الرقابة التموينية تتابع عملها بمراقبة الأفران، وقد تم تنظيم عدد من الضبوط بحق فرنين بتهمة حيازة عدد كبير من البطاقات الذكية، بحيث يكون أصحابها موجودين خارج البلاد، ويتم أخذ حصتهم وبيع مادة الخبز بأسعار مرتفعة، لافتاً إلى أن عقوبة المتاجرين بمادة الخبز كبيرة تصل إلى الحبس ودفع مبالغ مالية كبيرة، لافتاً إلى دوريات الرقابة التموينية تركز عملها على الأفران لكن اليوم سيتم متابعة مراقبة عمل المعتمدين بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى بصورة يومية بغية ضبط هذه الظاهرة ومنع المتاجرة بمادة الخبز.
وشدد مدير التجارة الداخلية بحلب إلى أن نتائج الإجراءات التي اتخذت خلال اجتماع محافظة حلب مع الجهات المعنية بإنتاج الخبز ومراقبة توزيعه ستثمر خلال فترة قريبة وسيتم إنهاء الازدحام على الأفران ومنع الاتجار بمادة الخبز بالوقت ذاته.
وكانت محافظة حلب عقدت اجتماعاً مع الجهات المعنية لحل مشكلة الازدحام على الأفران، بعد حالة من الاستقرار في تأمين المادة إلى المواطنين، وقد حمل الاجتماع اتهامات مبطنة لمعتمدي مادة الخبز، الذي شدد خلاله محافظ حلب حسين دياب على ضرورة مراقبة عملهم وإعادة تفعيل عمل اللجان المشكلة من خلال مجلسي المحافظة والمدينة ولجان الأحياء والضابطة العدلية، بهدف متابعة عمل المعتمدين واتخاذ العقوبات الرادعة بحق المخالفين وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2021 .
وأكد محافظ حلب على ضرورة قيام مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدورها في مراقبة الأفران من حيث نقص الوزن وتجميع البطاقات الالكترونية، وجودة الرغيف، وتحديث القوائم الاسمية للمعتمدين على أن تكون مختومة من مختار الحي وعلى مسؤوليته، والتشدد في مراقبة المطاعم لاستخدامها الخبز التمويني، والتأكيد على أصحاب المخابز عدم تسليم المعتمدين مادة الخبز إلا ضمن سلل بلاستيكية، وتجديد عقود المعتمدين، وسحب العقد والجهاز للمخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
ت- صهيب عمرايا