أشار مقال نشره موقع “ورلد سوشاليست” إلى أن أعضاء حلف “ناتو” أنهوا قمتهم الأخيرة ببيان يستهدف الصين، معلنين أنها تشكل “تحديات منهجية” للحلف، مؤكداً أن صياغة هذا البيان تشكل مرحلة جديدة مهمة في جهود الولايات المتحدة لتجييش العالم لمواجهة الصين، فيما يعد جزءاً من تصعيد هائل للتوترات من جانب واشنطن ضد بكين.
ولفت المقال إلى أن البيان الختامي لقمة الحلف، والمؤلف من 79 فقرة، يذكر الصين عشرات المرات، في تناقض ملحوظ مع البيانات السابقة، إذ إن وثيقة إستراتيجية “ناتو” الحالية، التي نُشرت لأول مرة في عام 2010، لا تشير إلى الصين إطلاقاً وبيان عام 2019 يذكر الصين مرة واحدة فقط!.
وذكر المقال نقلاً عن صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن شدة البيان تظهر مدى تدهور العلاقات بين الغرب وبكين في الأشهر الثمانية عشر التي انقضت منذ اجتماع دول “ناتو” الأخير، بينما علقت “دير شبيغل” الألمانية قائلة: “الآن، بعد عام ونصف فقط، صعدت الصين لتصبح منافساً منهجياً”.
وأشار المقال إلى أن بيان الحلف الأخير ينص على أن الصين تمثل “تحديات منهجية للنظام الدولي القائم على القواعد”، مدعياً أن الصين توسع قواتها العسكرية وتسعى للتعاون مع روسيا.
وأكد المقال أن جهود بايدن لتجنيد حلفاء واشنطن ضد الصين هي الجانب الدبلوماسي لجهود الولايات المتحدة لخنق التنمية الاقتصادية للصين وشيطنتها في أعين العالم والاستعداد لصراع عسكري ضدها، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت أصدرت مؤخراً مراجعة لإستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة تجاه الصين معلنة أن الأخيرة هي المحور الأول للجيش الأمريكي، وهو ما رأت فيه مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية محاولة للتشديد وتذكير البنتاغون، وفي الواقع الحكومة الفيدرالية الأمريكية بأكملها، بالهدف الشامل المتمثل في الاستعداد لمنافسة إستراتيجية طويلة الأمد مع بكين.
وذكّر المقال بأن مجلس الشيوخ الأمريكي كان أقر في الأسبوع الماضي قانون “المنافسة الإستراتيجية” الذي يسعى إلى تحديد إطار إستراتيجي للعلاقات مع الصين ويخصص حزمة ضخمة تبلغ 250 مليار دولار لتعزيز قدرة البلاد على منافسة بكين.
وتابع المقال: وفي حين وافق حلفاء الولايات المتحدة على مطالبها باستخدام لغة أكثر عدوانية ضد الصين، لا تزال هناك خلافات كبيرة حول هجوم واشنطن الدبلوماسي ضدها، حيث قال رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون: “لا أعتقد أن أي شخص حول الطاولة اليوم يريد الانزلاق إلى حرب باردة جديدة مع الصين”.
من جانبها رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه يجب على المرء ألا يبالغ في تصوره للتهديد الذي تشكله الصين، معلنة أنهم بحاجة إلى إيجاد التوازن الصحيح.
وأضاف المقال: يدرك بعض أعضاء “ناتو” الذين يرتبط اقتصادهم ارتباطاً وثيقاً باقتصاد الصين وخاصة ألمانيا، أن التصعيد ضد بكين أمر خطر للغاية، ولكن وبالرغم من خلافاتهم وتناقضاتهم، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يتجهون إلى تصعيد كبير ضد الصين مع ما يحمله من عواقب وخيمة محتملة، فعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا، يقوم جميع أعضاء “ناتو” بتوسيع ميزانياتهم العسكرية بشكل كبير، فيما يمثل، جنباً إلى جنب مع التهديدات الأمريكية ضد الصين، خطراً هائلاً على البشرية جمعاء.