في إنجاز هو الأول على مستوى سورية يتم إعداد التحضيرات النهائية لافتتاح مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية عند الأطفال في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق ويتوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة بدء علاج أوائل المرضى فيه.
وأكدت الدكتورة أروى العظمة رئيسة لجنة التحكم بالسرطان أن المركز مهيأ ليقوم بزرع الخلايا الجذعية الدموية لمرضى سرطان الدم من الأطفال وبعض الأورام الصلبة , أمراض الدم الوراثية ,الأمراض الاستقلابية وأمراض نقص المناعة الخلقية عند الأطفال ، و هذا المركز هو الأول من نوعه في سورية للأطفال وسينقذ حياة الكثيرين ويؤمن حياة طبيعية للكثيرين منهم والمراد له ليس فقط زرع الخلايا الجذعية الدموية وإنما أيضاً في المستقبل القريب سيكون نواة لأبحاث الخلايا الجذعية والمعالجة الخلوية ( علاج الأمراض المستعصية بالخلايا الجذعية).
وأضافت الدكتورة العظمة: صحيح قليلة هي الأمراض التي تم إقرار العلاج بالخلايا الجذعية فيها حالياً ولكن المستقبل هو للعلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض المستعصية كالأمراض العصبية مثلاً وعملنا في ظروف تحديات كبيرة واجهتنا في إنشاء هذا المركز وتمكنا من إنشاء البنية التحتية المناسبة له من الناحية التقنية والمعمارية والميكانيكية , وطبعاً غرف العزل التي يجري فيها زرع الخلايا الجذعية تحتاج إلى تقنيات خاصة معقمة ومتطورة من أجل تنقية الهواء وتعقيمه، إذ يجب أن تكون درجة تعقيم الهواء في هذه الغرف 99.9 % ويجب أن تكون خالية من أي جراثيم أو فيروسات أو فطور فتم إنشاء هذه البنية التحتية وفق أحدث المعايير العالمية وأيضاً تم إنشاء كل الأقسام الحيوية اللازمة لعمل هذا المركز من وحدة إجراءات نهارية و وحدة ما بعد الزرع وعيادة خارجية .
كما أشارت الدكتورة العظمة إلى أنه تم العمل على أتمتة المركز على مستوى شعبة الزرع وعلى مستوى المخبر الخاص بزرع الخلايا الجذعية وسيكون هذا المركز هو أول مركز طبي مؤتمت بالكامل في سورية آملة أن يكون أنموذجاً لباقي المراكز وتم تأمين جميع الكوادر المناسبة وتدريبها , كما تم إطلاع الأطباء المتميزين بالمستوى العالي الطبي على أحدث المستجدات في مجال زرع الخلايا الجذعية, مضيفة : مازالت لدينا بعض التحديات التي نعمل على حلها وسيكون الافتتاح خلال الأسابيع القليلة القادمة وهو مجاني لجميع المواطنين السوريين, كما سيكون المركز نواة أيضاً لتدريب الكوادر عند إنشاء مراكز أخرى لزرع النقي في سورية .
من جانبه أكد الدكتور ماجد الخضر مدير مركز زرع الخلايا الجذعية أنه تم تأهيل المركز بكل التجهيزات والبنية التحتية لتماثل المواصفات العالمية للمراكز المماثلة لإجراء عمليات الزرع وطبعاً يتألف المركز من عدة وحدات , وحدة الزرع الخاصة وتضم خمس غرف خاصة بالزرع وغرف عزل وطبعاً غرف العزل يكون فيها المريض الطفل مع أمه , حيث من الممكن أن تبقى معه طوال فترة الزرع , إذ قد يتم قبوله في الشعبة أو في وحدة الزرع بحدود شهر أو شهر ونصف الشهر , حيث يكون عندها ناقص المناعة ومناعته تقريباً صفر لذلك يحتاج إلى عناية فائقة لحين بدء الخلايا الجذعية المزروعة بإنتاج الكريات البيض والخضاب والصفيحات وبالتالي تحسن حالته ومن الممكن أن يتخرج إلى المنزل.
وأشار الدكتور الخضر إلى أن الغرف الخمس تستقبل خمسة أطفال ويمكن أن يتم الزرع لهم في وقت واحد في حال تم تأمين كل المستلزمات والأدوية , كما يمكن أن تكون الطاقة الاستيعابية لعمليات الزرع خلال سنة بحدود 40 إلى 50 طفلاً تجرى لهم عمليات زرع ، وبالإضافة إلى وحدة الزرع هناك وحدات تابعة للمركز وخاصة تسمى وحدة الإجراءات النهارية , إضافة إلى وحدة ما بعد الزرع التي من الممكن أن تستقبل الأطفال بعد تخريجهم من المركز في حال حصول أي اختلاط لديهم أو احتاجوا أي إجراء طارىء ومن الممكن أن ينام المريض في وحدات الزرع , وهناك أيضاً عيادة الزرع التي تبدأ بتحضير المريض قبل الزرع وحتى تتابعه بعد الزرع ومن المعروف أن هناك زرعاً ذاتياً من المريض نفسه وزرعاً من متبرع غيري في بعض الحالات أو الاستطبابات الأخرى والزرع الغيري يعني من متبرع مناسب وغالباً يكون من العائلة ( الإخوة أو الأب أو الأم) وتجرى لهم تحاليل في مخبر الزرع الموجود ضمن المركز والمجهز بأحدث المستلزمات لإجراء كافة التحاليل الضرورية لمرضى الزرع والمتبرعين قبل وأثناء وحتى بعد الزرع .
ولفت الدكتور الخضر إلى اختلاف استطبابات الزرع الذاتي عن الغيري , فالذاتي لبعض الأورام الصلبة واستطباباتها قليلة, لكن أكثر الاستطبابات هي لمرضى الزرع الغيري , فالمريض يحتاج عناية فائقة ودائمة حتى أثناء وبعد التخرج و يبقى في المنزل ثلاثة أشهر مع تعليمات صارمة بالنسبة للأدوية والأغذية , بالإضافة إلى الزيارات المتكررة بعد عملية الزرع إلى عيادة الزرع . مبيناً أن المركز هو الأول في سورية الذي يجري العمليات لمرضى السرطان وغير أمراض السرطان وهو مجاني , مع العلم أن عمليات الزرع مكلفة جداً في دول الجوار وبالتالي فإن عدداً كبيراً من الأهالي لا يستطيعون إجراء عمليات الزرع وتكون نهاية المرضى مأساوية إذا لم يجرَ لهم الزرع وهو العلاج الشافي لكثير من الأمراض.
وعن تأهيل الكوادر لفت الدكتور الخضر إلى أنه تم التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهناك اتفاقية تعاون دائمة لإعداد الكوادر و حتى المساعدة بالتجهيزات وإنشاء ما يدعى ببنك الدم للخلايا الجذعية ودم الحبل السري, ويتم السعي حالياً لإنشاء ما يسمى السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية في سورية .