بعد مرور عقد على حربه على سورية، لا يزال الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، يناور لتوسيع علاقة طويلة المدى مع الإرهابيين الذين يحاربون سورية، حيث تعمل جهات قوية من بروكسل إلى واشنطن لإضفاء الشرعية على “هيئة تحرير الشام”، فرع تنظيم “القاعدة” في سورية، وعلى متزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني.
جاء هذا في مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” الذي أشار إلى أن “مجموعة الأزمات الدولية”، وهي مؤسسة فكرية قوية مقرها بروكسل، ساعدت في إشعال حملة علاقات عامة تهدف إلى ترسيخ سيطرة “هيئة تحرير الشام” على إدلب و”تبييض صورتها” بدلاً من اقتلاعها من ملاذها “الآمن”، حيث تحصل هذه المؤسسة على أغلبية تمويلها من دول في الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وفرنسا بالإضافة إلى أستراليا ودول أخرى، وهي في الواقع ليست إلا وسيلة استخباراتية غربية دعمت باستمرار زيادة التدخل العسكري الغربي في سورية.
وقال المقال: نشرت “مجموعة الأزمات الدولية” في شباط الماضي وثيقة تهدف صراحة إلى إقناع صانعي السياسات بإزالة “هيئة تحرير الشام” من قائمة المنظمات الإرهابية، وخاصة أن استمرار وضع “الهيئة” كمنظمة إرهابية (على النحو الذي حددته الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة) يمثل إحراجاً لواشنطن في ظل إستراتيجيتها المزعومة لمكافحة الإرهاب.
وتابع المقال: ودعت الوثيقة إلى إظهار مزيد مما تزعم أنه “فوارق دقيقة” بين الإرهابيين المتلطين وراء تسميات متجددة، تحت ذريعة أن “هيئة تحرير الشام” نأت بنفسها عن الهجمات العابرة للحدود، على عكس “داعش” والتنظيمات الإرهابية المشابهة، بعبارة أخرى: حملة العنف والإرهاب التي يمارسها هذا التنظيم مقبولة بالنسبة للغرب طالما أنها تنفذ ضد السوريين وحلفائهم، وليس ضد أهداف في الدول الغربية!
وأشار المقال إلى أن برنامج “فرونتلاين” الذي تبثه خدمة البث العامة (PBS) في الولايات المتحدة يعد أحدث أداة في حملة العلاقات العامة تلك التي تعد من الحملات الأكثر غدراً في التاريخ الحديث، فقد عملت على تبييض صورة الجولاني وإدامة الحرب القذرة على سورية وذلك عبر مقابلة أجرتها معه وبثت في الفترة الماضية، ومن جهة ثانية، وعلى خطا “مجموعة الأزمات الدولية”، فقد انخرطت شبكة من مراكز الفكر وخبراء في السياسة الخارجية في العاصمة واشنطن في حملة متزامنة لنزع صفة الإرهاب عن “الهيئة” الأمر الذي من شأنه أن يفتح باباً للقبول الدولي لممارساتها في إدلب.
ولفت المقال إلى أن “هيئة تحرير الشام” أنشأت في عام 2020 مكتباً للعلاقات الإعلامية للمساعدة في دخول الصحفيين الغربيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفي حين تعرض المراسلون المستقلون لموجات من الإساءة إثر زيارتهم دمشق، فقد قام مراسلو “نيويورك تايمز” على سبيل المثال بجولة في إدلب من دون التعرض لأي إساءة أو انتقاد.