هل الإدارة الأمريكية الجديدة جادة بخصوص العلاقة مع الفلسطينيين

لا تختلف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الإدارة الأمريكية السابقة بخصوص العلاقة مع “إسرائيل”.

صحيح أن إدارة ترامب تبنت موقفاً عدائياً (علنياً مباشراً) ضد الفلسطينيين في كل المجالات، لكن الإدارة الحالية تحاول بمعنى ما “استعادة “الموقف الأمريكي التقليدي الذي يحاول ظاهرياً صنع توازن بين الطرفين “الإسرائيلي” والفلسطيني، بينما في حقيقة الأمر فإن إدارة بايدن منحازة لـ”إسرائيل” في القضايا الجوهرية.

الموقف الفلسطيني الحالي الرسمي يدعو إلى إعادة العلاقات مع الإدارة الجديدة استناداً لمواقفها فيما يسمى “صفقة القرن” في الوقت الذي يرفض فيه الفلسطينيون عدم قبول أي رعاية أمريكية لعملية السلام إلا برعاية دولية، كما يشدد هذا الموقف على مراجعة حقيقية لقرارات مصيرية كالتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ولجم الاستيطان.

لم تبد إدارة الرئيس بايدن أيّ نية لمراجعة قرارات مصيرية اتخذتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية ومن بينها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، إلا أنها أعلنت عن نيتها إعادة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة القدس الشرقية وفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية لدى واشنطن واستئناف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ورغم ما سبق ترى القيادة الفلسطينية بأن مواقف إدارة بايدن يمكن البناء عليها، يقابله موقف آخر يرى أن بايدن يصطنع التوازن بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين”.

جاء ذلك في الوقت الذي صرح فيه ريتشارد ميلز، المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن بأن إدارة بايدن ستعيد تفعيل المساعدات التي علقتها إدارة ترامب للشعب الفلسطيني، مضيفاً: إن بايدن وجّه لاستعادة “التواصل الأمريكي” مع الفلسطينيين و”إسرائيل” بما يشمل إحياء العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطيني التي تلاشت في عهد ترامب، مشيراً بأن تلك الجهود ستشمل أيضاً استئناف المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

تعد تصريحات ميلز بمثابة إشارة من جانب الإدارة الجديدة بشأن سياستها تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي منذ تولي بايدن السلطة في 20 كانون الثاني المنصرم، وقد رأى الكثير من المسؤولين الفلسطينيين أن هناك بعض المتغيرات في السياسة الأمريكية في عهد بايدن يمكن البناء عليها وفي هذا الصدد صرح عدنان الحسيني، مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية، بأن القيادة الفلسطينية تبني على الموقف المعلن لإدارة بايدن . وأضاف: ما سمعناه من تصريحات أمر جيد باستثناء عدم التراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” كما أن هناك فرقاً بين الإدارة الحالية والسابقة وهو ما يدعونا للعمل والبناء على ذلك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار