لتعميق العملية التعليمية.. كلية طب الأسنان تستضيف المتخصصين من خلال تطبيق «زوم»
حرصت كلية طب الأسنان في جامعة دمشق على تعميق العملية التعليمية، من خلال التواصل مع عدد من المختصين داخل الوطن وخارجه، في ضوء صعوبة دعوتهم للقدوم إلى أرض الوطن، فكان التواصل معهم من خلال تطبيق «زوم» على الشبكة، الذي ساهم في تقديم الفائدة للطلبة وغيرهم، عبر استضافة العديد منهم من خلال تنسيق أسبوعي للمحاضرات التي يتم التفاعل فيها بين الأطراف جميعها.
عميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، الأستاذ الدكتور محمد أسامة الجبان، تحدث لـ«تشرين» عن التجربة وأهميتها وبرنامج عملها، مؤكداً على البث المباشر بشكل أسبوعي لمحاضرين عرب وأجانب من كل أنحاء العالم، يتناولون موضوعات علمية تتعلق بطب الأسنان، وأحدث الموضوعات العلمية من خلال تطبيق «زوم»، وعلى صفحات كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، وبالتنسيق مع إدارة الجامعة، مضيفاً: نحرص على بث المحاضرات لتعم الفائدة تجاه أطباء الأسنان والجامعات الحكومية والخاصة، وقد فاق عدد المتابعين للصفحة الـ25 ألفاً، ونعمل على تزويد الصفحة بجديد طب الأسنان في كل المجالات، ويقوم الدكتور أنس عبدو بالتنسيق ووضع الجداول لتلك المحاضرات، سواء للحوار المباشر أو للنشر على صفحة الكلية.
وأضاف عميد كلية طب الأسنان: تتناول المحاضرات جزءاً موجهاً لطلاب الدراسات العليا، وهناك محاضرات للمرحلة الجامعية الأولى وأطباء الأسنان، والعديد من المتابعين لنا من الدول العربية لتلك المحاضرات، لكون المحاضرين متميزين على مدار الوقت، ومتفاعلين في الحوار مع المتلقين لتلك المحاضرات، وتعقب كل محاضرة نقاشات معمقة وأسئلة حوارية.
واعتمدنا على أنفسنا في بث المحاضرات من خلال الاشتراك في تطبيق «زوم»، وإدارة جامعة دمشق تتابع عملنا وتشجعنا على ذلك.
وتحدث د. أنس عبدو عن مجالات التنسيق التي يقوم بها في ميدان تلك المحاضرات التفاعلية، مبيناً أن المحاضرات سواء كانت لطلاب المرحلة الجامعية الأولى أم للدراسات العليا، فإن الحاجة للتعرف على الجديد في ميدان طب الأسنان كبيرة، وأيضاً معرفة العلوم المتطورة التي يتم العمل عليها في المخابر الغربية.
ورغم الحصار وظروف الحرب على سورية والعقوبات بمنع دخول التكنولوجيا إلينا، كان لابد من ربط كلية طب الأسنان مع محاضرين عرب وأجانب، يحاضرون عن أحدث ما توصلت إليه العلوم الطبية على صعيد طب الأسنان، فوفرنا بذلك تكاليف باهظة تجاوزنا من خلالها حل مشكلة وصول هؤلاء إلينا، وتمكنا في الوقت ذاته من قلب مخابرهم أن يساهموا في عرض أحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة عن طريق العمل، وكيفية قيام الدرس التفاعلي مع الطلبة، من خلال التواصل معهم عبر عرض تساؤلات الطلبة عليهم.
بدورها الدكتورة أميرة النور- الأستاذة في قسم النسج والتشريح المرضي، أكدت أهمية هذه الخطوة التي عمدت إليها كلية طب الأسنان بتوجيه ومتابعة من عميد الكلية، مؤكدة أن عميد الكلية ومع بداية جائحة كورونا وتوقف الدوام، حرص على تأمين التواصل مع جميع الكوادر العلمية داخل الكلية وخارجها، بغية استمرار العملية التعليمية، فتم إنجاز المحاضرات لطلابنا وتأمينها لهم بأيسر الطرق، مستفيدين من اشتراكنا في برنامج «زوم»، فبدأنا نبث على الصفحة الرسمية للكلية الكثير من المتابعات والمحاضرات التي تلبي احتياجات الطلبة.
وكانت البداية مع الأساتذة المحليين في الكلية لتقديم المحاضرات للطلبة، سواء للمرحلة الجامعية ما قبل التخرج أو بعد التخرج، وقد لبى العديد من الأساتذة دعوة عميد الكلية وحققنا الفائدة للطلبة.
ومع نجاح التجربة بدأنا بتوجيه الدعوة إلى الأساتذة من خارج سورية، ليكون هناك تعاون في مجال طب الأسنان وعلومها في كل جامعات العالم، وتمت دعوتهم بالتنسيق مع الدكتور أنس عبدو مسؤول الدراسات العليا، وبدعم مباشر من عميد الكلية للبث على صفحة الكلية، ووفقاً لذلك تم التنسيق مع الجامعات الكبرى العالمية، ليقوم الأساتذة الكبار بتقديم محاضرات قيمة جداً عن طريق برنامج «زوم»، تحقق الفائدة العلمية لدعم العملية التعليمية، سواء أكان ذلك لطلابنا في المرحلة الجامعية الأولى، أم فيما بعد وخاصة لطلاب الدراسات العليا، وتالياً العمل والتطوير في مجال البحث العلمي من أجل تطوير المجتمع والجامعة، فنتيح لهم آفاقاً جديدة لم تكن متوافرة بين أيديهم، يساهمون من خلالها في تقديم المنفعة والفائدة لجامعاتهم وخدمة وطنهم.
وعن مشاركاتها في المحاضرات قالت د. النور: كانت لدي عدة مشاركات منها محاضرة للطلاب عن الآفات الفموية، وكيف يمكننا تشخيصها حين يأتي مريض إلينا ولديه آفة في الفم، وإذا كانت الآفة في الغشاء المخاطي الفموي، وكطبيب ضمن عيادته كيف يمكنه التوجه لتشخيص تلك الآفة ووضع العلاج الصحيح.
كما عملت مشاركة في محاضرة مع البروفيسورة الأمريكية سوزان مولر التي تحدثت عن تقديم العلاج لأهم الآفات التي تصيب الغشاء المخاطي الفموي، وطريقة العلاجات المعتمدة، والبروتوكلات العلاجية للمرضى الذين يراجعون في تلك الحالات.
أيضاً شاركت بمحاضرة أخرى عن الهندسة النسيجية، وهي من الأبحاث الواعدة والمستقبل لها، حين ندرس بمستوى الهندسة النسيجية ودراسات التجدد الخلوي، وهي المستقبل الواعد للأبحاث المتعلقة بمعالجات السرطان، وجميع الفتوحات العلمية تتحدث في هذا المجال.
بالمحصلة تمكنا من التواصل مع العديد من المتخصصين في شتى أنحاء العالم وتشاركنا معهم في الحوار والبحث العلمي، وبذلك نفتح آفاقاً جديدة للتعاون العلمي خدمة لطلابنا في المرحلة القادمة.
ومن بين الذين تواصلنا معهم على سبيل المثال، الأستاذ جوزيف جاروس أستاذ قسم الأنسجة والجنين في كلية الطب البشري في جامعة مساديك بجمهورية التشيك مسؤول التجدد الخلوي والنسيجي في الجامعة ، والأستاذ الدكتور خوسيه كارلوس روزا أستاذ زرع الأسنان في جامعة مانديك بالبرازيل، والدكتور ماتياس كيرن رئيس اللجنة الألمانية لتعويض الأسنان- أستاذ تعويضات الأسنان ورئيس القسم في جامعة كيل الألمانية، وغيرهم من المتخصصين في هذا المجال.
ت: طارق الحسنية