الصين وبنغلاديش نموذج للتعاون الثنائي

أصبحت العلاقات الصينية- الآسيوية محط أنظار العالم، من خلال سياسة الصين الاقتصادية، وطبيعة مسارها المتواتر تنموياً وسياسياً.

ومن خلال جملة العلاقات الثنائية مع دول الجوار على وجه الخصوص، والذي أصاب المناخ الإقليمي بالكثير من التحولات العميقة المؤثرة.

فبعد جملة اللقاءات والمشاورات التي جمعت الصين وبنغلاديش، أصبح البلدان في مسار تعاون ثنائي، وبصافي تدفق استثماري، احتل المرتبة الأولى بين جميع مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر.

فمشاركة بنغلاديش في مبادرة الحزام والطريق الصينية، جعلها أكثر المستفيدين من القروض الميسرة للصين.

فأعفت الصين ٩٧ % من بضائع بنغلاديش من الرسوم الجمركية. وسيخضع ٨ آلاف منتج بنغلاديش لرسوم جمركية صفرية، سعياً لتعزيز سبل التجارة بين البلدين.

وبلغت هذا العام إجمالي واردات بنغلاديش من الصين ٤٠% ما يجعلها أكبر شريك استيراد بعد الهند، والتي تمثل سلعها حوالي ٢٠ % من إجمالي واردات بنغلاديش.

وتتمثل السلع المستوردة الرئيسية في المعدات النووية والكهربائية، والقطن، والألياف الأساسية من صنع الإنسان، والأقمشة المحبوكة، إضافة للسلع المذكورة أعلاه. بينما تستورد بنغلاديش منتجات الحديد والصلب والبلاستيك والأسمدة، والمواد الكيميائية العضوية، والورق، والكرتون، والهياكل العائمة والسفن والقوارب.

وزاد حجم الواردات الصينية منذ عام ٢٠١٣، بينما أصبحت الصين رابع اكبر متلق للمنتجات البلاستيكية المصنوعة في بنغلاديش. والطلب على المنتجات الزراعية البنغلاديشية مرتفع بشكل كبير في السوق المحلية الصينية، إضافة للأدوية، واتفاقات موقعة لتوريد الأسلحة العسكرية الصينية.

وفي هذا السياق، تعد الصين شريكاً موثوقاً به لبنغلاديش. وهو الاتجاه العالمي الذي كان مثمراً منذ عدة سنوات، وما صاحبه من التراجع المستمر للعملة والسطوة الأميركية في السوق الدولية.

فتقوم المنظمات والشركات التجارية بتسوية التبادلات التجارية مع نظيراتها بالعملة الصينية باعتبارها أكثر موثوقية من العملة الأميركية حسب تصريحات رجال الأعمال والمستثمرين.

ويعتبر القرب الجغرافي أهم الروابط القائمة بين البلدين. فساهمت التبادلات التجارية والتحالفات السياسية الثنائية بين البلدين لتحسين مستويات معيشة السكان، لاسيما أن النفوذ الاقتصادي الصيني المتزايد لن يؤدي لإضعاف مكانة الهند القوية في كل من بنغلاديش والمنطقة ككل.

فمن المعروف أن التفاعل بين الصين وبنغلاديش وزيادة حجم التبادلات والاستثمارات سيقدم وبلا شك مساهمة إيجابية هائلة في تنمية المنطقة بأكملها.

وذلك بزيادة بنغلاديش لمستويات تنميتها الاقتصادية، لتتمكن من توسيع علاقاتها التجارية الخارجية إقليمياً ودولياً، وبالتالي تعزيز حضورها، وكيانها الاقتصادي والسياسي.

نيو إيسترن آوت لوك

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار