أدلة جديدة تثبت تورط رئيس النظام التركي رجب أردوغان في الفضائح ونهب المال العام ودعم الإرهاب، ليس هذا فحسب بل محاباة الأقارب وتسخير إمكانات الدولة ومناقصاتها لخدمة المقربين منه.
فقد كشف الرئيس السابق لتحرير صحيفة جمهورييت التركية جان دوندار عن صفقة مرتقبة يعد لها أردوغان لإسكات زعيم مافيا تركي يدعى سادات بكر ومنعه من نشر مزيد من الفضائح عنه.
ونقلت جريدة زمان التركية عن دوندار الذي كشف دعم النظام التركي للإرهابيين في سورية قوله: “إن هذا الأسبوع سيحمل صفقة جادة بين بكر وأردوغان”. مبيناً أن هذه الصفقة ستأتي مع استعداد زعيم المافيا لنشر مقطع فيديو جديد سيكون مخصصاً عن فضائح متعلقة بأردوغان شخصياً.
وأشار دوندار إلى الفيديو الذي أكد فيه بكر صحة ما نشره من تحقيقات حول نقل شاحنات تابعة للاستخبارات التركية أسلحة ومعدات عسكرية إلى التنظيمات الإرهابية في سورية، وقال: ما أدهشه في هذا الفيديو أن زعيم المافيا كشف عن صلات الشاحنات بالقصر الرئاسي والحكومة التركية.
ويوصف أردوغان على نطاق واسع بين الأوساط الصحفية والسياسية التركية المعارضة بأنه رئيس السياسات المتناقضة والفاشلة في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، فضلاً عن أنه الداعم الرئيس للإرهاب.
ويرى صحفيون أتراك أنه عندما استلم حزب العدالة والتنمية السلطة نهاية 2002 قال أردوغان: إن ما يهدفون إليه هو دخول الاتحاد الأوروبي ولكن بعد سنوات بدلاً أن تدخل تركيا إلى الاتحاد الأوروبي احتلت أراضي سورية عبر دعمها لجميع التنظيمات الإرهابية وجاء النازحون السوريون إلى تركيا فاستخدمهم أردوغان كورقة في مساوماته مع الاتحاد الأوروبي.
واعتبر سياسات أردوغان الخارجية جزءاً من سياساته الداخلية حيث يسعى للتخلص من معارضيه بذرائع شتى منها “العلمانية والديمقراطية”، وهذا يفسر تدخل تركيا في سورية وليبيا إلى جانب التنظيمات الإرهابية ذات الانتماء الإخواني.
وقال الصحفي: لقد كلفت سياسات أردوغان تركيا الكثير على صعيد السياستين الداخلية والخارجية فلم يعد لتركيا أي صديق في المنطقة والعالم كما أن تركيا تحولت إلى سجن مفتوح بسبب سياسات الاستبداد والاضطهاد التي يمارسها أردوغان ضد جميع فئات الشعب وقد أوصلهم أردوغان إلى حافة الإفلاس والجوع والقهر بسبب ممارسته المعادية لأبسط معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان بل حتى الإنسانية.
جديد ما يشغل الرأي العام التركي والعالمي هذه الأيام هو مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ ثلاثة أسابيع تعيش تركيا على إيقاع هذه المقاطع التي نشرها متزعم المافيا بكر على موقع تويتر ويفضح فيها علاقته بمسؤولين في النظام التركي بمن فيهم وزير الداخلية سليمان صويلو وضلوع أعضاء في العدالة والتنمية الحاكم في جرائم وعمليات فساد مختلفة.
وكان نظام أردوغان أصدر حكماً على الكاتب والصحفي دوندار بالسجن لمدة 5 سنوات و10 أشهر في أيار 2016 بتهم التجسس وكشف أسرار الدولة وذلك بعدما نشر لقطات مصورة تكشف نقل شاحنات جهاز الاستخبارات التركي أسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة جمهورييت.
أزمات عديدة تشهدها تركيا، بسبب دعم أردوغان للجماعات الإرهابية، ليس هذا فحسب بل لازالت في الذاكرة قصة لفافة الورق التي أثارها نائب تركي معارض وما أثارته من ضجة كبيرة بعدما رمى ورقة طويلة تمتد إلى عدة أمتار، تحت قبة البرلمان، وتضم قائمة بالمنشآت العامة التي باعها حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان.
ولم يكتف أحمد كايا النائب عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزب المعارضة في البلاد، بذلك، إذ ألقى لفافة ورق أخرى أطول من الأولى تشمل قائمة المنشآت والمصانع التي بناها الحزب الذي ينتمي إليه.
كل هذا يأتي في وقت يحاول فيه أنصار أردوغان تصوير زعيمهم على أنه قائد أحدث طفرة هائلة في تركيا، متجاهلين أي إنجاز سابق على أردوغان.
لكن أنصار أردوغان يبتلعون ألسنتهم عندما يتعلق الأمر بالحديث بعد عن صفقة ميناء أنطاليا وصفقة بورصة إسطنبول.
كل ما له علاقة بالصفقات والفساد يبقى من اختصاص الأتراك أنفسهم، فهو معروف وموثق لديهم، لكن ثمة جريمة كبرى وعار أكبر سيبقى يلاحق أردوغان ويستوجب المسائلة الدولية وهو دعم الإرهاب وتسليح وتسهيل مرور الإرهابيين إلى سورية ليقتلوا شعبها.. فضلاً عن علاقته الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية والمصنفة بهذه الصفة عالمياً..