تكريم عدد من أسر شهداء ومصابي قوى الأمن الداخلي في الحسكة

أقامت قيادة شرطة محافظة الحسكة حفلاً كرمت فيه عدداً من أسر شهداء ومصابي قوى الأمن الداخلي في المحافظة.
وبعد التكريم قال محافظ الحسكة غسان خليل لـ«تشرين»: إن موت الشهيد ليس حياة له وحده فقط، بل حياة للأمة من بعده، كيف لا وقد بذل الشهداء أثمن ما يملكون وهي أرواحهم للدفاع عن الوطن، وسطروا صفحات التاريخ بمداد من ذهب، الشهداء قوم أحبوا الموت لتوهب لوطنهم وأبناء شعبهم الحياة.
وأوضح خليل: إننا نقيم حفل التكريم هذا لعدد من أسر الشهداء والمصابين في قوى الأمن الداخلي في محافظة الحسكة لأن علينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن كذكرى أيّام ولاداتهم واستشهادهم، وعلينا ألّا ننسى الخونة والإرهابيين الذين قتلوهم، وسيبقى الوطن دائماً وفياً لهؤلاء الأبطال مثلما سيبقى الشعب على العهد وفي نفس الطريق يسير.
وقال أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس تركي عزيز حسن: من أي سبيكة ذهب صيغت نفوس هؤلاء الشهداء، كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموت والخوف من الرصاص، أي روح قدسية تملكتهم في تلك اللحظة، أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان.
وأضاف: إننا اليوم نتكرم في حضرة الشهداء، لكي نستذكرهم ونتحدث في هذا الحفل عنهم، عن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة وكلماتهم النيّرة، فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها، وأن ننقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين وإلى الأجيال القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض مشى أناس قد يكونون من أفضل من كانوا في عصرهم، فالشهيد نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات، فهذا هو الشهيد.
من جانبه، قال قائد شرطة المحافظة العميد تركي السعيد: اليوم في هذا التكريم يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس، فالشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة، الشهيد هو لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، ويعلو فوق الانعكاسات الدنيوية، وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل الذي ترفع له التحية العسكرية، و تسجد له الملائكة في السماء. المجد والخلود للشهداء.
وقال مفتي الحسكة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحميد الكندح لـ«تشرين»: ما من عبد يموت، ووجد له عند الله مكاناً أفضل من الدنيا وما فيها، يحب أن يرجع إلى الدنيا، إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يحب أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى.
ووجه الكندح رسالة إلى أسر شهداء الشرطة، قائلاً: “هنيئاً لكم.. وجدتم من يشفع لكم يوم القيامة”. وقال: الشهيد يشفع في 70 من أهله، ويأمنه الله سبحانه وتعالى من فتنة القبر وعذابه ومن الفزع الأكبر والصعقة، ويرفعه بمنزلة فضلى ويعتبره من خير الناس منزلة، ويحليه من حلية الإيمان. ويجعل روحه تطوف في ظل عرشه في جوف طير أخضر ويخاطبه من دون حجاب، ويتوّجهُ بتاج الوقار، وكل ياقوتة من هذا التاج مرصع بها خير من كل ما في الدنيا، وتفوح من دمه رائحة المسك ويحظى بشرف دخول الجنة مع الأولين.
وقال والد الشهيد محمد الهوك: لقد ضحّى ولدي الشهيد بنفسه وحياته دفاعاً عن أرضه وأبناء شعبه، وتخلى عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل الحفاظ على كرامة وطنه، هو ذلك البطل الذي جابه العدو بكل شجاعة فلقي حتفه غير آبه بشيء، مسطِّراً بذلك أعظم التضحيات على وجه الأرض.
وقال والد الشهيد محمد الرحيل: علمني ابني الذي ارتقى دفاعاً عن محافظة الحسكة وأهلها الطيبين أثناء الحصار الظالم الذي وقع عليهم بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وفي هذا اليوم الذي أتشرف فيه بالتكريم بسببه أوجه التحية والسلام على الشهداء، شهداء الوطن، كل الوطن، فالشهادة في سبيل الوطن هي خلود في موت فيه حياة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار