معهم كل الحق “الإسرائيليون”. إذا بدؤوا يتلمسون رؤوسهم، بعدما سمعوا كذب نتنياهو وهو يعلن أنه دمر البنية التحتية للمقاومة. خاصة وأن هذه البنية التحتية ما هي إلا الفلسطينيون في كل نقطة من فلسطين المحتلة. وهذا ما ثبت أنه عصي على التدمير. كما أن “الإسرائيليين” خافوا من كذب نتنياهو. خاصة وأن المقاومة استمرت بالرد على مستوطنات “الإسرائيليين” حتى آخر لحظة. كما هددت المقاومة الحكومة الإسرائيلية بضربة صاروخية تصيب الكيان من شماله إلى جنوبه.
وأما (أوهام الانتصار) عند نتنياهو ترسخ الرعب في نفوس “الإسرائيليين” من قدرات وقوة واستمرار المقاومة في الوصول إلى قلب قلبهم، وتهديد حاضرهم ومستقبلهم . . فهل يمكن لنتنياهو أن يستثمر في رعب “الإسرائيليين” ليعود إلى رئاسة الحكومة مسلحاً بـ ( وهم الانتصار )؟ ولسان حاله يقول: ( سأتمسك بالسلطة ولو على حساب حاضركم واستمراركم )؛ لذلك معهم كل الحق . “الإسرائيليون” . إذا تلمسوا رؤوسهم !!
وزير حرب العدو بني غانتس وبعد أن عرض نتنياهو ( أوهام انتصاره )، ودون أن يكذبه علناً … قال ( إذا لم نحوّل هذا الانتصار العسكري إلى نتائج سياسية نصبح كمن لم يحقق شيئاً ) فما هي النتائج السياسية التي قصدها ويريدها غانتس ؟ هل هي حكومة برئاسة نتنياهو؟؟!! هل هي مفاوضات مع المقاومة على حل يكون جزءاً من الحل الإقليمي ؟؟ وهل ما قاله غانتس يتلاقى مع ما قاله بايدن حول ضرورة تحول هذا العدوان على المقاومة إلى مسار سياسي ؟؟ الخوف أن يكون القادم عملية تدمير سياسي للانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي شملت جميع المناطق الفلسطينية، وسابقت الصواريخ، وعبرت عن وحدة شعبية، على القادة الفلسطينيين فهمها والعمل وفقها، كي لا تنجح “إسرائيل” بإجهاض ما حققه الشعب الفلسطيني .
رئيس المخابرات العسكرية لكيان العدو الإسرائيلي السابق ورئيس معهد الأمن الاستراتيجي عاموس يادلين عد سياسة نتنياهو وصفة ناجعة لدمار وفناء “إسرائيل”، وأن حرصه على عمل كل شيء للعودة للحكم في رئاسة الحكومة يضع الكيان على منزلق الانهيار الأكيد. ويسأل يادلين “الإسرائيليين”, لماذا لم تحدد قيادة نتنياهو حتى الآن ما يسمى ( فكرة دولته )؟؟ هل يريد ما يسمى ( دولة يهودية ) صافية ؟؟ مع كل ما يترتب عليها من تهجير لمليوني عربي يعيشون في المناطق المحتلة في 1948 .. أم يريد دولتين, (يهودية), بجوار دولة فلسطينية ؟؟ أم يريد (دولة) واحدة متعددة . يحافظ على العرب في قلب مجتمعه, كقوة تكبر بسرعة ليقضي على أي أمل لـ”إسرائيل”؟؟ ويرى يادلين أن هاجس نتنياهو بالتمسك بالحكم يضيع التركيز الاستراتيجي وضرورة تبني فكرة للكيان, قادرة على الاستمرار، خاصة وأن انتفاضة الأسبوع الماضي وضعت “إسرائيل” بالفعل أمام طريق الفناء ككل قوة عنصرية فاشية عمياء ..
الشعب الفلسطيني في عكا وحيفا ويافا واللد.. كما في الضفة والقدس.. كما في غزة.. كما في كل بقعة فلسطينية محتلة، انتفض في الأسبوعين الماضيين بقوة، جعلت العالم كله يدهش ويصدم لأن فكرة القضية التي حاولوا إلغاءها ومحوها، تستيقظ بقوة لتدفع “إسرائيل” على منزلق الهاوية نحو الدمار والفناء. كما شخص عاموس يادلين .. إنها قوة القدس العربية الساكنة في ضمير كل فلسطيني، والمعبر عنها بالانتفاضة التي أجبرت “الإسرائيليين” على تلمس رؤوسهم للتأكد من بقائها في مكانها.