تحدث مقال نشره موقع “غرينفيل بوست” الأمريكي عن الانتخابات الرئاسية السورية المزمع إجراؤها في السادس والعشرين من الشهر الحالي، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية ودولاً غربية أخرى لا شك سترفض نتائج الانتخابات لأسباب أهمها أن واشنطن ليس بيدها مرشحين دمى في هذا السباق الرئاسي يخدمون مصالحها.
وقال المقال: في حين أن دعاة الحرية والديمقراطية المزعومين، حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، منعوا السوريين في بلدانهم من المشاركة في التصويت، فإنهم لن يدينوا أي “انتخابات” تجري في دول حليفة لهم، لم يسبق لها وأن أجرت انتخابات أساساً، بل كانت ولا تزال تحكمها عائلة واحدة تحمي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سلطتها بشكل دائم.
ورأى المقال أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية لعام 2014 كان شبيهاً بالمعجزة في ذلك الوقت، قبل قدوم الروس للمساعدة في محاربة “داعش” و”القاعدة” الإرهابيين وذلك بناء على دعوة رسمية من الحكومة السورية، مشيراً إلى أن الإرهابيين كانوا يحاولون حينذاك إنشاء “إمارة سلفية” مصغرة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ويقومون بطرد الأقليات الدينية وغالباً ما يقتلونهم على الفور ورغم كل هذا الإجرام والتخلف والرجعية تطلق عليهم الولايات المتحدة وحلفاؤها تسمية “مقاتلي الحرية”!.
ولفت المقال إلى أن الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة سعوا حينذاك منع الموالين لهم، من المشاركة بالانتخابات وفوقها قاموا بالعديد من الهجمات على السوريين الذين كانوا يدلون بأصواتهم، وقتلوا الكثير ممن كانوا في مراكز الاقتراع أو في طريقهم إليها.
وتابع المقال: بالمقابل حاولت الصحافة الغربية في تقاريرها عن حشود اللاجئين السوريين الغفيرة التي توافدت للإدلاء بصوتها في انتخابات 2014 في لبنان على وجه التحديد، تصويرهم على أنهم “مجبرون” على المشاركة في التصويت في محاولة عقيمة وشائنة ومجرمة من الغرب، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى أدانت تلك الانتخابات بدعوى أنها “باطلة” علماً أن هذه الدول لا تزال عاقدة العزم حتى يومنا هذا على تقويض شرعية الحكومة السورية من خلال عملائهم الإرهابيين وحربهم بالوكالة الرامية إلى “إسقاط” الدولة السورية.
وأكد المقال أنه ليس من حق دعاة الحروب في الغرب التدخل في تحديد من سيقود سورية، أملاً أن تمضي سورية قدماً في انتخاباتها المقبلة.