أمل آخر أو يقين
يتطلع أبناء شعبنا إلى يوم السادس والعشرين من أيار، ليكون يوماً انتخابياً بالمعنى الحقيقي.
يعدون الساعات، وفي ذاكرتهم القصيرة صور إخوتهم في لبنان، ومشاركة هؤلاء اللافتة والكثيفة والتي حملت رسائل معبرة إلى العالم كله.
لسان حال الكثير من أبناء الوطن اليوم يقول: “لن نكون إلا كما إخوتنا هناك.. وكما ترجموا مشاركتهم المميزة في لبنان والدول الأخرى في هذا الاستحقاق، ستكون مشاركتنا بالزخم والروح ذاتيهما لاستكمال الصورة .
إزاء هذا الموقف، تزداد الحزمة العلائقية في اللحظة التاريخية الراهنة وضوحاً. وفي هذه المقاربة نتوقف عند أهم مظاهر التجليات، التي انعكست في “تسونامات” المشاركات السورية في هذا الاستحقاق بالخارج، وضرورة ملاقاة هذه الروح السورية الأصيلة.
يوم السادس والعشرين من الجاري لن يكون عادياً في التاريخ السوري، الكثير من العواصم المهتمة بما يجري في سورية تترقب هذا الحدث، وتعكف على دراسة وتحليل مضامين الرسالة التي بدأ السوريون بإرسالها في العشرين من الجاري.
إن المشاركة الواسعة والواثقة تتطلب أداء خاصاً وذهنية متفتحة وطاقة نفسية وجهداً أميناً ليكون هناك تجلٍ حقيقي لمثلنا وقيمنا وتوجهاتنا..
المهتمون والأعداء يدركون أن المشاركة الكثيفة التي تجلت في انتخابات أبناء سورية في الخارج، ليست فقط إدلاء بصوت لصالح مرشح للرئاسة فقط، بل هي تعبير عن خيارات وانعكاس لمسارات صراع، وفيها ملامح بينة لانكسار مشاريع، فكل سوري يدلي بصوته إنما يثبت موقعه في مسار، وهذا يتطلب صبراً ومثابرة لترسيخ وتثبيت وقائع مستقبل في عالم دولي يتموضع من جديد.
قد يذهب البعض في مقاربات قصيرة، وقضايا تفصيلية، وهذا حق بلا شك، فثمة قضايا محقة وقاسية أثقلت حياتنا جميعاً، وفي لحظات عديدة تأوهنا وزفرنا حنقاً، لكن في الموضوعات الكبيرة والاستحقاقات الوطنية الملحة والمصيرية ينبغي عدم التعاطي مع الأمر انطلاقاً من القضايا التفصيلية، بل انطلاقاً من تحديد الموقع في واقع لا يحتمل الحياد.
بالمختصر المشاركة في الانتخابات، جزء أساسي من عملية الإصلاح، وتكريس مبدأ المشاركة، بل تعبير واضح وجلي عن إرادة صمود حرة.
بين عام ٢٠١٤ و٢٠٢١ سبع سنوات حافلة بالأحداث، لكن هذه الأحداث لم تمح مشاهد المشاركة في الانتخابات الرئاسية، هذا العام، الظروف مختلفة والاستحقاق يحمل أملاً آخر، أو يقيناً، فالتحولات والحقائق باتت متسارعة ومعروفة الاتجاه على أكثر من صعيد مبشرة بأمل قادم.