في محاولة من الإدارة الأمريكية لتعزيز ما وصفه دبلوماسيون أمريكيون بالحاجة إلى “تهدئة مستدامة” على وقع استمرار المواجهات والقصف الإسرائيلي لغزة، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تصعد من لعبتها بسرعة على الجبهة الدبلوماسية على الرغم من عدم وجود مرشح لسفير في “إسرائيل” حتى الآن؟
ما يبدو عليه الأمر أن القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، هو الأسوأ منذ عام 2014، حيث وضع القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بايدن في موقف حرج وسط تساؤلات جديدة حول كيفية تطبيق ادعاءاته عن حقوق الإنسان على الفلسطينيين، كما كشفت عن مدى تمكين اليمين الإسرائيلي في القدس المحتلة خلال رئاسة دونالد ترامب، فالاضطرابات الأخيرة التي أشعلت القدس يمكن أن تدفع إدارة بايدن نحو صراع طويل الأمد حتى بعد انحسار الانفجار الزلزالي الأخير، وهو احتمال يسعى الرئيس بايدن وكبار مستشاريه لتجنبه.
يبدو أن الدبلوماسية الأمريكية الحالية تكمن في مكان آخر، إذ يرى بعض المحللين السياسيين أن الإدارة الأمريكية الحالية تبنّت نهجاً بسيطاً في مبادرات السلام التي تقودها، محاولة استعادة بعض عناصر السياسة الأمريكية التي انقلبت بسبب موقف إدارة ترامب المؤيد لـ«إسرائيل» بلا خجل، وهذا يعني تركيز الإدارة الأمريكية الحالية على إصلاح العلاقات الممزقة مع الفلسطينيين والتعبير عن الدعم الخطابي لدولة فلسطينية قابلة للحياة كمفتاح لسلام دائم مع «إسرائيل»، لكن الأحداث الأخيرة أوضحت خلاف ذلك.
إن ما يجري في فلسطين يفضح هدف الإدارات الأمريكية السابقة والحالية واللاحقة، إذ يكرر الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنطوني بلينكين بقوة الصيغة الأمريكية المعيارية حول «حق إسرائيل» في الدفاع عما يزعمون أنه “دفاع عن النفس”.
وعدّ بعض المحللين السياسيين أن رد فعل بايدن على ما يحدث في القدس بمثابة ضوء أخضر لـ”إسرائيل” على الفلسطينيين على الرغم من الدعوات الأمريكية للتهدئة.
وفي ذلك يقول محللون: إن واشنطن عادة ما تمنح «إسرائيل» تفويضاً مطلقاً لقصف الفلسطينيين، بحجة تدمير البنى التحتية لمن تعتبرهم “إرهابيين”.
لقد منعت إدارة بايدن إجراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث غالباً ما تقف الولايات المتحدة بمفردها في الدفاع عن “إسرائيل” من الانتقادات، بحجة أن إصدار بيان أو اجتماع عام سيعوق الدبلوماسية وراء الكواليس لكنها اليوم وافقت مجبرة على جلسة طارئة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية وكما هو واضح تعتبر “إسرائيل” جزءاً منها وذراعها المهمة في المنطقة، لذا ستقف إلى جوارها ضد الفلسطينيين والعرب متجاهلة الأنظمة العربية التي أقامت علاقات مع الكيان الإسرائيلي.
عن «نيويورك تايمز»