جائحة “كورونا” التي ألقت بظلالها على دول الاتحاد الأوروبي، وتسببت بخسائر اقتصادية وبشرية فادحة، كما فضحت ادعاءات ونفاق الدول الأوروبية بمسائل التعاون والمساعدة فيما بينها، أبرزت فشل الحكومات الأوروبية في مسائل التصدي ومعالجة هذه الجائحة.
تداعيات “كورونا” دفعت دول الاتحاد الأوروبي, لبحث أطر جديدة للتعاون والتصدي للأزمات المستقبلية, فقد اعتمد المجلس الأوروبي لائحة لتعزيز آلية الحماية المدنية، بحيث تسمح القواعد الجديدة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بالاستعداد بشكل أفضل للكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان والاستجابة بشكل أسرع عند وقوعها، بما في ذلك الحالات التي تؤثر على غالبية الدول الأعضاء في وقت واحد، مثل الوباء.
في هذا السياق، قال وزير الداخلية البرتغالي إدواردو كابريتا: إن آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي هي رمز لتضامن الاتحاد الأوروبي داخل حدودنا وخارجها, وفي عام 2020، تم تفعيل هذه الآلية 102 مرة وقدمت الدعم لـ 77 دولة حول العالم, مضيفاً: لقد وضعت جائحة “كورونا” أداء هذه الآلية على المحك، وأظهرت أننا بحاجة إلى المضي قدماً, فمع مضاعفة الميزانية ثلاث مرات وتبني القواعد الجديدة، سنكون أفضل استعداداً للتنبؤ بالأزمات المستقبلية والاستجابة لها، مهما كانت طبيعتها, لافتاً إلى أنه تم إنشاء آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي لأول مرة عام 2001، بهدف تنسيق الاستجابة للكوارث الطبيعية والكوارث على مستوى الاتحاد الأوروبي، وتمكين المساعدة السريعة والفعالة والمنسقة للمتضررين.
وستسمح القواعد المقترحة بأن تقوم المفوضية الأوروبية بالتعاون مع الدول الأعضاء، بتحديد وتطوير أهداف الاتحاد الأوروبي الخاصة بالقدرة على مواجهة الكوارث, ومعالجة الثغرات في مجال النقل واللوجستيات، وفي حالات الطوارئ، وشراء بعض أدوات وحدة الإنقاذ الإضافية بشكل مباشر وسيتم تمويل ذلك بالكامل من ميزانية الاتحاد الأوروبي.
وتتضمن آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي مجموعة حماية مدنية أوروبية، وهي مجموعة طوعية من الإمكانات التزمت بها الدول الأعضاء مسبقاً للنشر الفوري داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه، وتم تعديل آلية الحماية المدنية آخر مرة في عام 2019، عندما تم إنشاء احتياطي إضافي من الموارد، لتقديم المساعدة في الحالات التي تكون فيها القدرات والإمكانيات الإجمالية الحالية غير كافية.
محللون سياسيون, أكدوا أن جائحة “كورونا” عرت حكومات دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي, وكشفت كذب ونفاق هذه الحكومات خاصة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية.