حرب الاحتلال الإسرائيلي على الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة تتصاعد، حيث كثفت قواته اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك فيما يواصل مستوطنوه حرب التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي في البلدة القديمة بالقدس وحي الشيخ جراح بينما لا يحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة ساكناً لوقف جرائم الاحتلال التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الليلة الماضية أصيب أكثر من 205 فلسطينيين واعتقل عشرات آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الاقصى واعتدائها على آلاف المصلين بالرصاص وقنابل الغاز السام لإجبارهم على مغادرة المسجد بالقوة، حيث أغلقت المصلى القبلي وأبواب المسجد الأقصى وطريق الواد في القدس القديمة ومنعت الفلسطينيين من الدخول باتجاه الاقصى لمساندة المصلين واعتدت على الصحفيين وأصيب عدد منهم بجروح.
عدوان الاحتلال على مدينة القدس أثار موجة غضب عارمة في المدن والقرى الفلسطينية ترجمت إلى مظاهرات احتجاجية تنديداً بجرائم الاحتلال في القدس وحي الشيخ جراح ونصرة للأقصى والقدس في معركتهم ضد مخططات الاحتلال الاستيطانية التهويدية.
وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب أوضح في تصريح لمراسل «سانا» أن قوات الاحتلال تشن عدوانا على الأقصى واعتدت على المصلين في باحاته وأغلقت مرافقه بسلاسل حديدية وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام بكثافة صوب المصلين ما أدى الى إصابة المئات بجروح وحالات اختناق كما اعتدت على الفرق الطبية التي كانت تقدم الإسعافات للمصلين في باحات الأقصى واقتحمت العيادة الطبية داخل الأقصى وقامت بتكسير محتوياتها في اعتداء سافر وجريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالجرائم.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى أن الاحتلال وفي تجاهل للقوانين الدولية التي تكفل حرية العبادة، يواصل منذ بداية شهر رمضان المبارك اقتحام الأقصى واغلاق أبوابه ومنع عشرات آلاف الفلسطينيين من الصلاة فيه مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يواصل صموده في معركة الدفاع عن القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ولن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته التهويدية.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لفت إلى استمرار حرب التطهير العرقي في حي الشيخ جراح من خلال مخطط تهجير عشرات العائلات الفلسطينية مؤكداً أن اعتداءات الاحتلال على أهالي حي الشيخ جراح والمتضامنين معهم لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
وأوضح خاطر أن الاحتلال فرض حصاراً شاملاً على حي الشيخ جراح وأغلق الطرق المؤدية إليه ويواصل عملية اقتحام المنازل ونشر المئات من قواته في شوارع الحي وعلى أسطح المنازل مؤكداً أن مقاومة الشعب الفلسطيني هي معركة صمود أسطورية أمام بلطجة الاحتلال.
وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف على أن ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى من جرائم ومواصلة منعه وصول المصلين والمتضامنين إلى القدس أو ممارساته في حي الشيخ جراح هو جريمة مكتملة الأركان مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول فرض واقع تهويدي في القدس لكن كل تلك الممارسات العدوانية ستفشل أمام الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني.
وطالب أبو يوسف المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسية الإدانة فقط لجرائم الاحتلال وضرورة قيامه بإجراءات عملية لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والضغط على الاحتلال لوقف عمليات التطهير العرقي العنصري في القدس المحتلة.
وأشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة إلى أن اقتحام قوات الاحتلال للأقصى والاعتداء على المصلين والمتضامنين مع أهالي حي الشيخ جراح الذي يريد الاحتلال تهجير سكانه تمثل انتهاكاً سافراً لكل القوانين والاتفاقات الدولية الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.
وأكدت أبو دقة أن عدوان الاحتلال المستمر على القدس والمسجد الأقصى لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركته بكل شجاعة متسلحاً بحقه التاريخي والحضاري والأبدي في أرضه ومقدساته مشددة على أن معركة القدس هي معركة كل الفلسطينيين وستنتصر القدس كما انتصرت في كل المعارك على هذا الاحتلال.