على وقع التقدم الذي يحققه الجيش اليمني واللجان الشعبية، في معركة مأرب، سارعت دول “تحالف العدوان” على اليمن, لانتهاج سياسة جديدة والسعي نحو المصالحة, في سبيل تحقيق بعض من المكاسب.
الخشية من بسط السيطرة على مأرب سرّعت الحراك الدبلوماسي، وسارع الأمريكيون للتدخل لإنقاذ ماء الوجه السعودي, إذ أكدت الخارجية الأمريكية أن مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مصممة على إنهاء هجوم “أنصار الله” على مأرب، وإيقاف الحرب في اليمن حسب زعمها, وقالت دائرة شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية: إن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ أكد الحاجة إلى توافق لإنهاء الهجوم على مأرب، ووقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد.
بالتزامن, جددت الرياض طرح مبادرة لوقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة اليمنية، تمثلت بتصريحات لولي العهد محمد بن سلمان، دعا فيها “أنصار الله” إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب؛ للوصول إلى حل يكفل حقوق جميع اليمنيين.
وكشف وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي، عن تحركات دولية لإنهاء الحرب في اليمن، قائلاً: إن مداولات تجري لإصدار قرار يعالج تعقيدات القرار الأممي رقم ٢٢١٦, مضيفاً: إن القرار الجديد سيفرض تحت الفصل السابع وقف الحرب و بدء المفاوضات المتعددة الأطراف بدلاً من طرفي الصراع.
من جانبها، أكدت قناة “الميادين” اللبنانية، وجود تحركات أممية ودولية وإقليمية لاستصدار قرار أممي بشأن اليمن ووقف الحرب.
ونقلت عن عدة مصادر سياسية قولها: هناك إجماع دولي وإقليمي على إسقاط القرار الأممي 2216 الذي صدر عام 2015 بشأن اليمن واستبداله بقرار تحت الفصل السابع, ينص على وقف الحرب واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، مضيفة: إن القرار الأممي المرتقب سيدعو جميع الأطراف السياسية والعسكرية اليمنية للانخراط في المفاوضات, وسيمهد عملياً لطي الصفحة والبحث عن صيغ بديلة.
ومع هذا الطرح تم تقديم عرض أميركي بإعادة فتح مطار العاصمة مقابل وقف هجوم مأرب.
أمام هذه التحركات، تتمسك حكومة صنعاء برفع الحصار عن اليمن قبل أي خطوة في سبيل وقف الحرب، وأكد رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أن أي نشاط مستجد لمجلس الأمن لن يكون قابلاً للتحقق إلا ما يلبي مصلحة اليمن أولاً، معتبراً أن الحديث عن معركة جزئية وترك اليمن محاصراً، لا يفيد في تحقيق سلام بل يطيل أمد الحرب.