تبقى الكلمات والعبارات التي نحاول كتابتها في حضرة الشهداء، عاجزة أن تفي هؤلاء حقهم وما قدموه في سبيل أن نحيا ويبقى وطنناً حراً عزيزاً.
ليس هناك ما يصف الشهيد، ولكن قد تتجرأ الكلمات والعبارات محاولة وصفه، فكلّ واحد منّا، وبعد هذه السنوات العشر من الحرب القذرة، له أقارب شهداء، أو عايش زملاء أو معارف باتوا شهداء، تحضره ذكرى استشهادهم، يتحدث عنهم، عن أخلاقهم وصفاتهم وكلماتهم، فهذه أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديها، فإذا كنا نحن من أنعم علينا بمعايشتهم لا نتحدث عنهم فمن الذي سينقل كلماتهم وسماتهم إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم، أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف أن على هذه الأرض مشى أناس وعاشوا وضحوا بأرواحهم كي نعيش نحن.
هذا ليس غريباً، أو طارئاً علينا نحن السوريين، فنحن من استعذب أجدادنا الموت في سبيل عزة الوطن، فسطروا بذلك صفحات مشرقة باتت نبراساً لنا على مر الزمان، بل كانت بوصلة لنا في نضالنا اليوم في سبيل أن يبقى وطننا حراً عزيزاً موحداً.
واليوم إذ نحيي ذكرى من ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن أرض الوطن وأبناء شعبه، ومن تخلوا عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل إعلاء كرامة هذا الوطن، مسطرين بذلك أعظم التضحيات، فإننا نستذكر شهداء الجيش العربي السوري والقوات المسلحة الذين عاهدوا فصدقوا العهد وما بدلوا تبديلاً، والشهداء من العمال والفلاحين والمعلمين الذين استمروا في أداء واجبهم حفاظاً على سيرورة الحياة العامة في البلاد، ولا ننسى الشهداء الإعلاميين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل حقيقة الحرب الإرهابية التي يتصدى لها أبناء بلدهم وتسليط الضوء على الأحداث الميدانية..
لن نستطيع أن نفي شهداء الوطن حقهم فهم كثر وفي كل المواقع والجبهات، لكن لجميع الشهداء القديسين نقول إننا على العهد باقون، لن نفرط بالأمانة وسنبقى على الدرب نفسه، فنحن أبناء شعب واحد رضع عشق الوطن والتضحية في سبيله منذ الصغر، فتحية لأراوح الشهداء الأبرار جميعهم والمجد والخلود لهم.
اليوم ومع أفول الإرهاب من معظم ربوع سورية بفضل تضحيات بواسل الجيش ودماء الشهداء الذين أسرجوا صهوات المجد إلى العليا، يلتف السوريون حول جيشهم وقائدهم لاستكمال النصر المؤزر ودحر الإرهاب والاحتلال عن أرض سورية والبدء بإعادة الإعمار في المستقبل القريب الذي أنارته دماء الشهداء الطاهرة وأسست لحياة كريمة تليق بالوطن الأغلى.
اليوم ونحن نمضي في طريق الاستحقاق الانتخابي، فإن أجمل هدية نقدمها لمن ضحى في سبيل الوطن أن نعلي صوتنا ونمضي وفق هدي خياراته ليبقى الوطن موحداً معافى مطهراً من الإرهاب والاحتلال.
فسلاماً لروح كل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن، سلاماً وافتخاراً لكل أم وأب وأخ وأخت وابن وابنة كل شهيد.