تصدت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري فجر اليوم لعدوان إسرائيلي من اتجاه جنوب غرب اللاذقية على بعض النقاط في المنطقة الساحلية ما تسبب باستشهاد مدني وجرح ستة آخرين بينهم طفل ووالدته إضافة إلى وقوع خسائر مادية من بينها اندلاع حريق في منشأة مدنية لصناعة المواد البلاستيكية.
العدوان الذي فشلت أهدافه العسكرية بتصدي دفاعاتنا الجوية لصواريخه وإسقاط بعضها يشكل حلقة جديدة في سلسلة العدوان المتكرر للعدو الإسرائيلي على الأراضي السورية في خرق فاضح ومتجدد للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وحول العدوان والعربدة الإسرائيلية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور كمال الجفا في تصريح لـ «سانا» أن صراع سورية مع أدوات العدوان لا يزال مفتوحاً على مشروع تم اتخاذ قراره دولياً وشظايا ترسيخه ما زالت مشتعلة وبالتالي الاعتداءات مستمرة وما تفعله سورية وحلفاؤها في ظل استمرار هذه الاعتداءات هو محاولة الردع والاستيعاب مع مراكمة عوامل قوة حيث تعمل سورية على إعادة بناء منظومات الدفاع الجوي ووسائل الردع.
من جانبه يؤكد المحلل السياسي حسام طالب أن الغرب وعلى رأسه أمريكا لم يتمكن من إسقاط الدولة السورية رغم مضي عشر سنوات من الحرب عليها لمصلحة الهيمنة الصهيونية على المنطقة وبالتالي لن يستطيع الكيان الإسرائيلي تغيير معادلة النصر الذي حققها الجيش العربي السوري الذي غير قواعد الاشتباك لمصلحته وبدأت صواريخ الدفاعات الجوية السورية تلاحق طائرات العدوان في العمق الإسرائيلي وتسقط معظم الصواريخ قبل وصولها لأهدافها ما دفع كيان العدو إلى تنفيذ عدوانه من البحر ومن مسافات بعيدة واستهداف منشأة مدنية في محاولة لضرب الاقتصاد السوري في هذه المرحلة التي يعاني منها المواطن السوري من تبعات الحصار الأمريكي.
وتصدت وسائط دفاعنا الجوي خلال سنين الحرب الإرهابية على سورية الأشهر الأخيرة لعشرات الاعتداءات الإسرائيلية بالصواريخ من فوق الأراضي اللبنانية ومنعتها من الوصول إلى أهدافها.
ويشير طالب إلى أنه من المتوقع استمرار العدوان الإسرائيلي على سورية في ظل هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة وتحولاتها الآيلة للتهدئة والتي ستجعل الكيان في حالة عزلة لكونه قائماً على إشعال الحروب والأزمات.
ويؤكد الجفا أن هدف كيان العدو الإسرائيلي من عدوانه أمس لا يخرج عن سياق مجمل اعتداءاته السابقة لجهة دعم الإرهابيين وتقويض القدرة الردعية والإنتاجية لمنظومات ومشروعات عسكرية دفاعية ومراكز بحثية سورية وتدميرها وإخراجها من معادلة القوة التي تملكها، معتبراً أن إسرائيل لن توقف عربدتها واستهدافاتها المتكررة ضد سورية إلا بترسيخ قواعد اشتباك جديدة ومعادلة ردع مؤلمة للعدو الإسرائيلي وذلك بالاعتماد على الأولويات العسكرية والسياسية والميدانية ووسائل الردع المتاحة ضمن محور الحلفاء.
ويلفت الجفا إلى أن العدوان الإسرائيلي ركز خلال السنوات السابقة على المنشآت في المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق وبعد كفاءة منظومات الدفاع الجوي في التصدي للاعتداءات واسقاط معظم هذه الصواريخ حاول بعدوانه أمس توجيه البوصلة من جديد إلى منطقة الساحل السوري وذلك لتقويض عمل تلك المنظومات ومحاولة إضعافها لفتح الخاصرة الغربية لسورية أمام الطيران والصواريخ الإسرائيلية.