في شهر رمضان من كل عام تظهر جدلية العلاقة بين شهر الصيام وإنتاجية الموظف في العمل، فسلوكيات الموظفين تتغير من خلال تغير بعض العادات اليومية، وخاصة السهر وقلة عدد ساعات النوم، الأمر الذي قد ينعكس بشكل سلبي على أداء بعض الموظفين والعاملين في شهر رمضان المبارك بشكل عام، مما يؤثر على إنتاجيتهم، فيصعب على الموظف الصائم في رمضان أداء أعماله اليومية بفاعلية، حيث تنخفض لدى البعض مستويات الطاقة، ويميلون إلى الشعور بالتعب والإرهاق بعد ساعات قليلة من بدء الدوام.
ترى مروة “موظفة” أن أسباب تراجع إنتاجية الموظف هو نتيجة لبعض العادات التي يطرأ عليها تغيير مع بداية هذا الشهر، ومن الممكن أن يكون المدخنين هم أكثر تذمراً وغضباً في التعامل مع الآخرين، مع أنه في الحقيقة يكون الصائم عموماَ أكثر إنتاجية وتركيز ونشاط وتفاعل لاسيما في حرصه على حسن الخلق .
بينما يرى أمجد ” مهندس ” أن تأثير الصيام على الانتاجية و أداء العمل يختلف باختلاف نوعية العمل، فالذي يعمل خارج المكاتب وتحت أشعة الشمس الحارقة حتماً ستقل إنتاجيته، لقلة الطاقة بالجسم، لكن يبدأ هذا العطاء في الازدياد تدريجياً خلال أيام شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن من يعمل في المكاتب لا يجب أن يشعر بقلة الانتاجية، وإن حدثت فهي تحدث للموظفين في الأيام الأولى فقط، أما بعد ذلك يرجع إلى المعدل الطبيعي مع التعود والاعتياد يوماً بعد يوم .
د. زكوان قريط ” إدارة أعمال ” يرى من وجهة نظره بأنه علينا أن نتكيف ونحترم الوقت والظروف في شهر رمضان المبارك، فقوة العمل تختلف بطبيعتها بين قوى فكرية وعضلية، وفيما يخص القوة الفكرية فبين أنها نسبية تختلف من شخص لآخر تبعاً لمركزه الوظيفي، ولكن بشكل عام وعلمياً وطبياً تكون هذه القوة أكثر نشاطاً عند الصباح، وتبدأ بالانخفاض تدريجياً مع مرور الوقت حتى ساعات المساء، وبالنسبة للقوة العضلية فهي أيضاً تنخفض مع مرور الوقت واستهلاكها طوال النهار، وخاصة في وقت الصيام، حيث لا يستطيع الجسم تعويض ما يفقده من طاقة غير معوضة، من ناحية الطعام والشراب، لذلك ينصح د. قريط بالعمل خلال ساعات الصباح الباكر لاستغلال القوة العضلية أو الفكرية على حد السواء، فالفكر اليقظ والمتقد يكون في ساعات الصباح الباكر وكذلك القوة العضلية، وعليه يتم تخفيض ساعات العمل في شهر رمضان المبارك للحفاظ على هذه القوة، وأشار إلى أن بعض العاملين يصاحب صيامهم نوعاً من المزاجية في العمل، وأثناء التعامل مع المراجعين، وكذلك الخمول والكسل ربما يعود ذلك إلى نقص الجسم من الطاقة أو عدم قدرته على التدخين، فمن الأفضل أن يكون الشهر المبارك فرصة لإحداث التغيير الايجابي في تهذيب النفس والأخلاق والإقلاع عن التدخين .