انطلقت مبادرة فينا الخير من خلال مشروع “يونغو” الذي كانت بدايته مع جائحة كورونا لمساعدة الأسر الأكثر تضرراً، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية, وتراجع القدرة على العمل لدى الكثير من العائلات بسبب الظروف الصحية لجائحة كورونا، وتالياً أصبحت هناك صعوبة في الحصول على الاحتياجات الأساسية, ما أدى إلى فقدان العديد من الأصناف الغذائية المهمة على موائد العائلات، واعتمادهم على الأقل سعراً, وعدم الاهتمام بالغذاء من الناحية الصحية، ما سبب العديد من الأمراض الناتجة عن سوء التغذية, وانقطاع الكثير من المرضى عن أدويتهم.
من هذا المنطلق سعت مؤسسة سلام، وفقاً للمهندسة علا عبد الله مديرة قسم البرامج في المؤسسة، لتأمين بعض الاحتياجات الأساسية للعائلات التي تعينهم في ظل الظروف التي يتعرضون لها.
تهدف مبادرة “فينا خير” إلى إشراك فئات المجتمع في مساعدة بعضها، من خلال تعزيز حس المسؤولية لدى أفراد المجتمع لمساعدة العائلات الأكثر تضرراً، بغية تخفيف الأعباء المادية والنفسية على العائلات الأكثر تضرراً، وتوفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية تكفي العائلة مدة شهر عبر توزيع سلل غذائية, ما يسهم في تحقيق الاستقرار النفسي للعائلة.
تضيف المهندسة علا: انطلاقاً من أهداف مباردتنا عملنا على مسح احتياجات العائلات, وجمع البيانات الخاصة بكل عائلة في المناطق الأكثر احتياجاً, ليتم تقييمها، حيث ترتبط معايير الاختيار بمجموعة من المؤشرات التي تقيس العائلات الأكثر حاجة للمساعدة، تبعاً لـ« عدم وجود معيل للعائلة – وجود ذوي احتياجات خاصة ضمن العائلة – وجود مرض مزمن – وجود أطفال دون الـ 3 سنوات أو مسنين».
وتم اختيار هذه المؤشرات بناءً على نظام عالمي معمول به في المنظمات الدولية، إذ إن مجمل هذه الفئات لا تعمل ولا تستطيع تأمين احتياجات العائلة.
وعملنا في هذا المجال على التشبيك مع الأفراد « رجال الأعمال – أصحاب المنشآت – الشركات» لتقديم الدعم المادي أو الغذائي وفق الاحتياجات التي تم تحديدها، فتم تجهيز السلل الغذائية وتوزيعها للعائلات التي تم اختيارها وفق مسح الاحتياجات، إذ تم توزيع 100 سلة خلال الأسبوعين الأوليين من رمضان، كما تم التشبيك مع الجمعيات والمؤسسات للتحضير ضمن المطابخ الرمضانية، وتجهيز الوجبات وتوزيعها ضمن مناطق مختلفة في دمشق وريف دمشق، بمعدل 300 وجبة يومياً، وللفئات الأكثر تضرراً، من خلال 50 متطوعاً تم تقسيم المهام فيما بينهم حسب كل نشاط التواصل مع العائلات، تحضير السلل، التوزيع في المناطق، التجهيز ضمن المطابخ الرمضانية، توزيع الوجبات.
يذكر أن مشروع “يونغو” مشروع شبابي مرخص ضمن مشاريع منظمة سلام المرخصة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يهدف إلى استثمار الرأسمال المجتمعي وتوحيد الطاقات، والتعاون لإقامة مبادرات تهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي، وتقوية العلاقات بين أفراد المجتمع، تأتي كلمة يونغو من الكلمتين Young + Go التي تعني بالعربية بشكل غير حرفي “يلّا_شباب” وقد استمدّدنا هاتين الكلمتين كما تشير المهندسة علا من صلب أهداف المشروع، وهي دعوة لنتحرك جميعاً من أجل التشارك في خدمة المجتمع.