محافظ الحسكة يواصل حث المجتمع الدولي على إلزام المحتل التركي بعدم قطع مياه الشرب
بعد انقطاع استمر 19 يوماً مازال سكان منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، بانتظار وصول المياه إليهم من محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين شمال غرب الحسكة، فالمياه لم تصل إلى هؤلاء السكان بعد بالرغم من دخول عمال المؤسسة العامة لمياه الشرب إلى المحطة بمؤازرة الأصدقاء الروس يوم الجمعة الماضي، وذلك وفق المعلومات التي زودنا بها المدير العام لمؤسسة المياه المهندس محمود العكلة، مبيناً أنه في حال عدم حصول مفاجآت وبقاء الوضع على ما هو عليه، فإن ضخ مياه الشرب باتجاه أحياء وسط مدينة الحسكة وتل حجر والحي العسكري والميريديان حسب برنامج التقنين المقرر، سيتم فوراً بعد امتلاء خزانات التجميع في محطة ضخ الحَـمـّة.
بيد أن الذي حصل أنه تم تأجيل الضخ باتجاه تلك الأحياء عدة مرات بسبب عدم امتلاء خزانات التجميع في محطة ضخ الحَـمـّة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «تشرين» من مصادر مطلعة أن السبب في ذلك يعود إلى عدم التزام الجانب التركي ومرتزقته وكما جرت العادة بالاتفاق الذي تم إبرامه برعاية الأصدقاء الروس، فعدد الآبار العاملة في المحطة هي 6 آبار فقط من أصل 30 بئراً، كما تقوم مضخة واحدة فقط من أصل 8 مضخات بضخ المياه باتجاه محطة ضخ الحَـمـّة، وهي ليست كافية لملء خزانات المحطة ومن ثم ضخ المياه باتجاه الأحياء المستهدفة حسب برنامج التقنين المقرر.
وفي هذا الوقت تواصل الجهات المعنية في المحافظة بذل أقصى الجهود من أجل معالجة هذه المشكلة واستئناف عمل محطة مياه عللوك بكامل طاقتها، من أجل إيصال مياه الشرب للسكان المستفيدين من هذه المحطة.
وضمن هذا الإطار التقى محافظ الحسكة غسان خليل مع رئيس بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في دمشق سيفانكا دارشا دانابالا والوفد المرافق له، حيث أكد خليل في هذا اللقاء أهمية الجهود التي تبذلها المفوضية بهدف تعزيز واقع الخدمات المقدمة للمواطنين في محافظة الحسكة، وضرورة زيادة الدعم المقدم لهم في ظل الصعوبات والعقبات التي تعترض عمل المؤسسات الحكومية، والناتجة عن ممارسات قوات الاحتلال ومليشياتها وحرمان الأهالي من أبسط مقومات الحياة كالمياه والغذاء والتعليم والخدمات الصحية.
وبَـيّـنَ خليل أن في مقدمة الصعوبات التي تواجه سكان المحافظة في الوقت الحاضر مشكلة قطع مياه الشرب القادمة من محطة عللوك من قبل المحتل التركي ومرتزقته، وحرمان ما يقارب مليون نسمة في مدينة الحسكة والريف الغربي من مصدر المياه الوحيد وذلك للأسبوع الثالث على التوالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار فيروس كورونا داعياً المفوضية وهيئات الأمم المتحدة للضغط على المحتل التركي لتحييد محطة علوك عن أي صراع سياسي أو عسكري.
من جهته، أكد دانابالا أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ستستمر بتقديم الدعم اللازم لجميع القطاعات الخدمية التي تهم المواطنين في محافظة الحسكة وتنعكس بشكل مباشر على حياتهم ومستوى معيشتهم وفي مقدمة تلك القطاعات قطاع مياه الشرب، وذلك في نطاق عمل المفوضية الخاص إضافة إلى التعاون التشاركي مع بقية المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في المجال الإغاثي، مشيراً إلى أن صعوبات كثيرة تعترض الواقع المعيشي والخدمي في المحافظة ناتجة عن الوضع الأمني وانعكاسات العقوبات الاقتصادية على سورية والإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، حيث تعمل المفوضية وبالتنسيق والتعاون الكامل مع محافظة الحسكة من أجل تقديم الدعم الممكن لسكان المحافظة للتخفيف عنهم .
يذكر أنه للمرة الثالثة والعشرين منذ قيامها باحتلال منطقة رأس العين في محافظة الحسكة وتل أبيض في محافظة الرقة في التاسع من الشهر العاشر 2019 تُـقْـدِم قوات الاحتلال التركي العثماني الجديد ومرتزقتها من المجموعات الإرهابية المسلحة على تعطيش مليون إنسان من سكان منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها، من خلال توقيف المصدر المغذي لهؤلاء السكان بمياه الشرب وهو محطة مياه عللوك. ضاربة ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية بعرض الحائط، ويعود سبب توقف محطة مياه عللوك عن العمل هذه المرة إلى قيام مرتزقة الاحتلال التركي بالتعدي على خط التيار الكهربائي المغذي للمحطة، والقادم من محطة تحويل الدرباسية20 /66 ك.ف (70 كم شمال غرب الحسكة).