د. القش: حملة أيام الأسرة السورية مستمرة لتحديد الاحتياجات

ركزت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، في إطار حملة أيام الأسرة السورية، على العديد من جوانب العمل والمهام المعنية في هذا المجال، والتي تم إطلاقها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة، وعنها تحدث لـ« تشرين» رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتور محمد أكرم القش، مبيناً العديد من القضايا المهمة التي يتم العمل عليها.
وأكد الدكتور القش أن الحرب على سورية، التي تأثرت بها جميع المؤسسات والبنية التحتية عملت على التشويه المعرفي لدى الجمهور، وكان هذا الأمر مدروساً من الأعداء في مرحلة ما للتشكيك بالمعارف عند الناس من أجل تغيير مواقفهم وسلوكياتهم.
وأضاف د. القش: يمكننا في مرحلة من المراحل العمل على جانب الوعي، لكن المعرفة في خضمّ الأحداث المتسارعة والتشويه الواضح مع الظروف المعيشية الصعبة، سينعكس ذلك على الأسرة وعلاقاتها مع بعضها، فيصبح هناك خلل نتيجة هذه الحرب الظالمة على الوطن، التي نجمت عنها الهجرة والنزوح، وتأثر العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، ونجحت بعض المؤسسات في استيعاب تلك المسألة إلى حدٍّ ما، لكن الخلل بقي ملازماً بين أفراد الأسرة من جراء تشويه المعارف كما أسلفت، وساهم في ذلك ما تعرضت له تلك المؤسسات في مراحل لاحقة من تدمير للمؤسسات التعليمية والصحية وغيرها لزيادة تلك الفجوة.
الأسرة تقوم على ثلاثة مكونات أساسية البنية والعلاقات والوظائف، وتأثرت نتيجة الحرب بأشكالها المختلفة على سورية، ووصلت جموع الناس إلى البحث عن الخلاص الفردي في ظل مجتمع متأثر بمعاناة الحرب وما نجم عنها، فخراب الأسرة هنا يشكل مشكلة حقيقية، علماً أنها امتصت في مرحلة ما آثار النزوح والهجرة والضائقة، وبقيت الحامل والملجأ المناسب للأفراد، لكنها حين تفقد وظيفة الأمن والاستقرار والحماية الاجتماعية نتيجة ظروف خارجة عن إراداتها تصبح المسألة معقدة وصعبة تماماً.
من هنا يرى رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن حملة أيام الأسرة السورية بالتعاون مع الجميع تعمل على تحصين الأسرة السورية، وإعادة وظائفها الأساسية، بغضّ النظر عن الظروف الصعبة، وتالياً تحسين الواقع من أجل القيام باستراتيجيات تتأقلم مع الأسرة، ولذلك كان شعارنا «إذا الأسرة بخير.. أنت بخير والمجتمع بخير».
وحين تستعيد الأسرة وظائفها وأدوارها تجاه الفرد ستكون محصنة بالتأكيد وأقوى لتمارس دورها وتكون جزءاً مهماً في المجتمع.
ولذلك اغتنمنا الأعياد في شهري آذار ونيسان لتضافر الجهود المجتمعية مع المؤسسات المعنية والجمعيات الأهلية، وما يقام من مبادرات للتركيز على دعم الأسرة، وقد وضعنا مجموعة من البرامج والمقترحات الحكومية وغير الحكومية، وتم النقاش حولها مع الفعاليات المختلفة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ولجنة التنمية البشرية في مجلس الوزراء والهيئة السورية، لتقوم كل جهة بما ينوط بها من مسؤوليات ومهام.
كما أشار د. القش إلى تكثيف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع الهيئة السورية للأسرة والسكان، الجهود مع الجمعيات الأهلية لتشمل جوانب متعددة من العمل الاجتماعي والدعم الاقتصادي والمعيشي وتمكين المرأة، إضافة لما يقام من فعاليات وأنشطة أخرى، في ضوء أن الأسرة هي الملاذ الأساسي للأفراد.
وتم وضع استراتيجيات متكاملة لقضايا الأسرة في سورية، تعتمد على تحصين الأسرة السورية من الناحية الاقتصادية، وهناك جهات تعمل في هذا المجال، وأيضاً من الناحيتين الاجتماعية والثقافية لتجاوز الأفكار التي مرت خلال الحرب على سورية، التي اعتمدت منهجية تفكيك أواصر العلاقات الاجتماعية الطبيعية، علاقة الأفراد فيما بينهم، علاقة الأب بأبنائه، علاقة الأقارب، الطالب بالمعلم، رب العمل بالعامل، وعلينا ألا ننسى أن جيلاً مرَّ عليه عشر سنوات من الحرب وعدم الاستقرار هو بحاجة لتلك الجهود لردم الفجوة التي حدثت بغية عودة الأدوار الحقيقية والوظائف الأساسية للأسرة، باعتبارها مؤسسة اجتماعية لا بدَّ من صيانتها وتحصينها.
ويؤكد د. القش أنه في هذا الإطار كانت دعوة السيدة أسماء الأسد مؤخراً خلال لقائها عدداً من القائمين على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية وغرف الصناعة والتجارة من جميع المحافظات، لتنظيم جهود الدعم والمساعدة بغية الاستفادة من جميع المبادرات الخيرية والإنسانية، ولتأطير عمل كل الجهات المعنية، من مؤسسات حكومية تعمل في ظروف صعبة، وكذلك أفراد يعملون في الظروف نفسها، وجمعيات لديها الإمكانات لتكون قريبة من الواقع، وعلينا دعم تلك الجهود وتوجيهها وتنظيمها بدلاً من أن تكون مكثفة في مناطق معينة، ولا تحقق الفائدة إلا لجزء معين، فلنعمل على تحقيق الفائدة لأوسع شريحة ممكنة.
ولذلك تم طرح موضوع المنصة الإلكترونية من قبل السيدة أسماء الأسد بغية عملية التكثيف والتنظيم والتوزيع وتوسيع الجهود لتشمل الجميع.

وختم د. القش حديثه لـ”تشرين” قائلاً: عادة الهيئة لا تقوم بأي عمل من دون رصد للواقع ليتم الارتكاز عليه، فالأولويات الأساسية في العلوم تقوم على هرم الاحتياجات، وهو تمكين الناس من تحسين ظروفهم المعيشية ليستطيعوا كأفراد مساعدة أنفسهم، وتالياً تمكين النساء من القيام بأدوارهن المختلفة، فاليوم أصبحت لدينا نساء معيلات، وهن شريكات في الإعالة وبعضهن تعيل أسراً بأكملها، وقد عملنا من أجل ذلك العديد من البرامج. أيضاً كانت لدينا دراسات حول تحصين الأطفال، وأنجزنا في عام 2018 الإطار الوطني لتمكين المرأة على صعيد التدريب والتعليم والتشغيل المهني. والحملة مستمرة لتحديد الاحتياجات، وردم كل الفجوات من خلال البرامج المتكاملة وتضافر الجهود، فكل جهة تعرف ما عليها القيام به، وبالمحصلة ستصب كلها في سلة واحدة لتحصين المعرفة، وإلغاء التشويه المعرفي، لتعي الأسرة أن مصلحتها الحقيقية في المجتمع، وفي العمل المجتمعي المبني على تأمين احتياجات المجتمع المتعددة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار