مجرّد أوهام ..!

الكذباتُ البيضاءُ حولَ العالم أتُراها وُلِدَت جميعُها في الأول من نيسان! الأفكارُ المجنونة هل وُلدت بخللٍ في الجينات أم فقدتْ عقلها عندما شاهدت الواقع أم شربت الكثير من الكحول؟
في الفيزياء يقولون: «إن المادة لا تفنى ولا تُخلَقُ من عدم».. أيُعقل إذاً أن هذا الأثير من حولنا مليءٌ بآلاف آهاتِ العشّاق، والنوتات الموسيقية التي عُزِفَتْ منذ مغنّيات المعابد حتى اليوم، وبكاءِ الأمهات، وصرخاتِ الفقراء.. وبالوعود الكاذبة أيضاً؟
أفلاطونُ قال لرسّام يريدُ أن يرسمه: «ولماذا تريدُ أن ترسمَ وهماً عن وهم؟».. أيعقل إذاً أننا مجرّد أوهامٍ، مجرّد كذباتٍ بيضاء تمشي على قدمين وتتناسل وفوقَ ذلك تُغنّي وتخترعُ الحكايات المُضحكة عن نفسها وتروي التراجيديات التي تجعلها تبكي مصيرها وأقدارها وزوالها؟
شكسبير قال: «نحن مصنوعون من المادة نفسها التي صُنِعَتْ منها الأحلام».. هل نحلمُ حياتنا إذاً؟ أم كما قالت الفلسفة الصينية «نحنُ كلُّنا مجرَّدَ حُلُمِ فراشة»!؟
أين تذهبُ ذاكرة المصابين بـ«الزهايمر»؟ هل تتعبُ الذاكرةُ من فرطِ التذكّر فتقرّر الرحيل _مثلما يرحلُ الأحبّة_ على غفلةٍ منّا؟ لكن أليس النسيانُ نعمة تغمرنا بالطمأنينة؟ النسيانُ الذي لولاه لتلِفَتْ أرواحُنا تحت ضغط الإرهاق الناجم عن التذكّر ومن الذكريات التي لا تكُفُّ عن الدوران في رؤوسنا كمغزل الصوف!
في تجربةٍ من تجارب العلوم الطبيعية يأتون بضفدعٍ يخرّبون دماغه بإبرة من دون أن يتسبب ذلك بموته، ثم يُكهربونه بلسعاتٍ متكررة! لا يهربُ، ولا يقفز مبتعداً كعادته، ولا يدافعُ عن نفسه، ولا يُصدرُ أيَّ نقيقٍ ليملأ فضاء المكان كما هي حالُ الضفادع أينما وجدت.. إنما يقوم فقط بـ«ردّاتِ فعلٍ عصبيّةٍ انعكاسيةٍ شَرْطيّةٍ» سببُها الغريزة، غريزة البقاء حيّاً.. هل باتَ البشرُ على هذا الكوكب الحزين وبعد ما مرَّ به من كوارثَ وحرائقَ مفتعَلة وحروبِ جشع ومجاعاتٍ مُدبَّرة، وجائحاتِ كورونا والنقصان المرعب في الحبّ والمحبة والصدق.. مجرَّدَ عددٍ من ردّات الفعل لا أكثر.. وفوق ذلك يفتحون أفواههم في حركةٍ تعني: إننا نضحك!؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار