بعد 11 أيلول المقبل تطوي القوات الأميركية فصلا نهائيا من هزيمتها في أفغانستان بإعلان الرئيس جو بايدن الانسحاب من هذا البلد ليعاد إلى الأذهان أيضا الانسحاب المذل الذي رافق خروج قوات الاحتلال الأميركي من العراق .
مهمة جديدة فاشلة ستُطبع على جبين تلك القوات المنهزمة بعد أن عاشت في أفغانستان قرابة 20 عاما لم تتمكن خلالها الولايات المتحدة كما كانت تزعم من اجتثاث الارهاب بل ازدادت صورتها قتامة في العالم كون تلك البقعة الجغرافية شهدت أحداثا دموية وقعتها تلك القوات ولم يسلم منها الأطفال والنساء والشيوخ ,لتتسم تلك الحرب بأنها الأسوأ والأطول في تاريخ الولايات المتحدة .
وفي نفس التاريخ الذي أُعلن فيه قبل 20 عاما انطلاق ما يسمى (الحرب على الارهاب) بعد هجمات 11 ايلول في نيويورك ,قررت ادارة بايدن انهاء تلك المهمة التي تقودها دون أن يلغي انسحابها تشتت المجتمع الأفغاني وازدياد الغرق في الفوضى مع تنامي حركة طالبان وازدياد سيطرتها على معظم الأقاليم الأفغانية وتنافي نفوذها مع القوى الاقليمية .
اعلان بايدن الانسحاب من أفغانستان ترافق مع توجه الاهتمام العسكري الأميركي نحو مناطق أخرى ولو بشكل مختلف لم تتحدد معالمه بعد وقال بايدن :إن التهديدات الإرهابية باتت في أماكن كثيرة حول العالم ومنها إفريقيا وآسيا فيما حان الوقت لإنهاء أطول حرب في تاريخ أميركا بعد مباحثات مستفيضة.
السياسات القديمة التي تعود لعهد الرئيس الأسبق باراك أوباما قد حددت وجهة القوات الأميركية بعيدا عن أفغانستان, لكن الوقت لم يسعف أوباما خلال فترته الرئاسية التي امتدت ولايتين من اتمام ذلك . وعليه فإن بايدن متمسك بتلك السياسة القديمة التي كان جزءا منها باعتباره كان نائب الرئيس في تلك الحقبة .
المصلحة الأميركية حاليا لم تعد في أفغانستان وهذا مختصر القول و هو أيضا ما عبر عنه المسؤولون الأميركيون ,وبالتالي عناوين محاربة الإرهاب واجتثاثه من منابعه مجرد فقاعات في الهواء ترسلها واشنطن متى اقتضت مصلحتها والآن وجهة المصلحة باتت مختلفة .
قد يعجبك ايضا