الأعلاف.. تمويل بالسعر المدعوم وبيع وفق السوق السوداء
يستغل بعض المستوردين والتجار الأزمة الراهنة والحرب الإرهابية على البلاد لجني الأرباح على حساب المستهلكين باستغلال الفارق بين سعر الصرف وفق المصرف المركزي وبين السوق السوداء والأسعار الرائجة أو الموازية، إذ إن الدعم الذي تقدمه الدولة للمواطنين يذهب قسم كبير منه لجيوب بعض التجار والمستوردين والفاسدين , فالمصرف المركزي مثلاً يمول بعض المواد الأساسية بسعر الصرف الرسمي والمثال مادة الأعلاف الأساسية للأبقار والدواجن والأسماك والماعز، فبحسب أسعارها تتأثر أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض والآليات والأجبان ارتفاعاً أو انخفاضاً., إذ إنها تشكل حوالي 90% من مكونات تكاليف الإنتاج.
وفي هذا الصدد قال المهندس سائر حبيب مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في اللاذقية لـ(تشرين): تبيع المؤسسة المواد العلفية لمربي الأبقار والدواجن والأسماك والماعز بأقل من سعر السوق بنسبة تتراوح بين 30- 50% فهي تبيع بسعر التكلفة وبالنسبة للمواد المستوردة فإنها لا تقوم بالاستيراد بسبب العقوبات الجائرة على البلد ولكن تأخذ من الموردين من القطاع الخاص الذين يمولهم المصرف المركزي (بالسعر الرسمي للدولار ,حالياً حوالي 1256ليرة) فتأخذ نسبة 15% منها او30% بحسب إجازة الاستيراد وتؤمن مواد النخالة والشعير من المؤسسة السورية للحبوب.
وأضاف حبيب: وصلت لمرفأ اللاذقية باخرتان تحملان أعلاف الذرة الصفراء وكسبة الصويا للقطاع الخاص . إذ تبلغ حصة المؤسسة منهما 1885طن ذرة صفراء و1860طناً من كسبة الصويا، موضحاً أن دورة المقنن العلفي الجديدة لمربي الأبقار بدأت في 28آذار الماضي وتنتهي في 27ايار القادم , حيث يعطى 50كيلو من المقنن لكل رأس بقري ويبلغ عدد القطيع 33531 رأس أبقار .
كما أشار حبيب إلى صدور قرار دورة علفية جديدة لمربي الدواجن بدأت في 10آذار وتنتهي في 10 أيار , حيث يعطى 600 غ من الذرة الصفراء لكل أنواع الفروج بياض و الجدات و400 غ صويا ويعطى للأمات 600غ ذرة صفراء و500 غ من كسبة الصويا ,كما تم تمديد الدورة العافية للأغنام والماعز حتى 15نيسان الجاري , حيث يبلغ عددها قرابة 110 آلاف رأس , معظمها أغنام حسب إحصائية عام 2019.
كما لفت حبيب إلى تشكيل أربع لجان مكانية في المحافظة بهدف الكشف الحسي على المداجن المرخصة وعدد الطيور ونوع التربية المرخصة والعاملة أصولاً وتشكيل لجان من مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين لتدقيق أعمال اللجان المكانية, مؤكداً أن مؤسسة الأعلاف لم تستلم النخالة من (السورية للحبوب) منذ عدة أشهر لتوزيعها على مربي الأغنام والماعز. بدوره، قال باسل مسلماني رئيس دائرة الاستيراد بفرع المؤسسة العامة للأعلاف وعضو لجنة الأسعار بالمحافظة لـ(تشرين): هناك تباين كبير بين أسعار المواد العلفية في المؤسسة العامة للأعلاف وأسعار السوق بالرغم من أن مادة الأعلاف ممولة من المصرف المركزي بسعر الصرف المدعوم من الدولة ب1256ليره للدولار، ولكن ليس كل المستوردين يحصلون على تمويل إجازة الاستيراد من المصرف المركزي , والمتضرر هو المستهلك في النهاية.
وأضاف: مؤسسة الأعلاف لا تستورد بل صدر قرار فرض على التجار الذين يتم تمويلهم من المصرف المركزي العملة الصعبة لتمويل توريد كميات الأعلاف حصول المؤسسة على نسبة 15%من كمية الأعلاف المستوردة إذا كانت إجازة الاستيراد قبل 15من تشرين الثاني لعام2020 وأخذ نسبة 30%من البضاعة (الأعلاف) إذا كانت إجازة الاستيراد بعد 15من شهر تشرين2 لعام2020بسعر أرض المرفأ و التجار ملتزمون بالقرار بموجب كتاب المصرف ومعرفة الجمارك ومديرية التجارة الداخلية والسعر تأشيري من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بعد عرض الفاتورة وشهادة المنشأ وتكاليف الشحن.
من جهته، قال رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية المهندس أحمد زاهر لـ(تشرين): تنشط دوريات حماية المستهلك بمراقبة الأسواق وتنظم الضبوط حيال المخالفين الذين لا يبرزون الفواتير أوليس بحوزتهم فواتير وبيانات كلف وإحالتهم للقضاء المختص وهي بالمئات على مدى شهر.
وبيّن رئيس جمعية المخلصين الجمركيين في اللاذقية ميهوب الحكمية أن دور المخلص الجمركي هو تخليص البضائع المستوردة جمركياً والتصريح عن البند الجمركي وقيمة البضائع وتدقيق الوثائق (بوليصة الشحن وإجازة الاستيراد والشهادات الصحية) وضرورة التقيد بالوثيقة الجمركية وتعليمات وزارة الاقتصاد ومديرية الجمارك تم تقديم لمكتب القبول بالجمارك، مؤكدا أن المخلص الجمركي يمثل التاجر المستورد في متابعة عملية تخليص البضائع المستوردة.
بدوره، قال أسد عباس صاحب منشأة العباس دواجن لإنتاج البيض في قرية الروسية بجبلة: كلفة إنتاج البيض أعلى من السعر المحدد بسبب الأسعار الباهظة للأعلاف، ومؤسسة الأعلاف لا تؤمن سوى 20% من حاجة المنشأة في أحسن الأحوال ضمن دورات علفية وهناك نقص بكميات المازوت الصناعي والكهرباء ويتم تشغيل مولدات كهرباء تحتاج أيضاً المازوت الذي يتم شراؤه من السوق السوداء بأسعار باهظة ومع حصول الخسارة في أن التكاليف تفوق أسعار البيع فإن المنشأة مستمرة بالإنتاج وطرح إنتاجها بالأسواق المحلية , إذ يكلف إنتاج سعر طبق البيض 8000 ليرة تقريباً, بينما يباع بأقل من ذلك.
والتقت (تشرين) عدداً من المنتجين الذين تحدثوا عن المعاناة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، مشيرين إلى خروج عدد من المربين من الخدمة والإنتاج بسبب ارتفاع أسعار كلف الإنتاج.