أشار مقال نشره موقع “ورلد سوشاليست” الأمريكي إلى أن المؤسسة الإعلامية الأمريكية، بعد عشر سنوات من شن واشنطن حرباً دموية على سورية في محاولة لـ”إسقاط” الدولة السورية، بدأت حملة دعائية لإعادة تلميع صورة القوة البرية الرئيسية الوكيلة لواشنطن في هذه الحرب: “القاعدة”.
ولفت المقال إلى أن برنامج “فرونت لاين” التابع لخدمة البث العامة (PBS) بث مؤخراً مقابلة مع الإرهابي أبو محمد الجولاني متزعم “هيئة تحرير الشام” (ذراع القاعدة في سورية)، وكانت المقابلة أجريت في شباط الماضي في إدلب، آخر معقل للتنظيمات الإرهابية المرتبطة بـ”القاعدة” والتي شكلت العمود الفقري للحرب على سورية.
وأكد المقال أن هذه المقابلة عبارة عن عرض إعلامي تم تنظيمه لتبييض التاريخ الدموي لإرهاب “هيئة تحرير الشام” وتزويد الجولاني بمنصة لإعادة تأكيد أن “الهيئة” حليف طبيعي لواشنطن، إضافة إلى تزييف الحقيقة عبر نفي اتهامات التعذيب والإعدام والقمع الشديد بإجراءات موجزة عن هذا التنظيم الإرهابي.
وأشار المقال إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أصدر في الشهر الماضي تقريراً وصف فيه القمع الوحشي والتعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض له المدنيون في إدلب على يد “هيئة تحرير الشام”، كما أكدت تقارير إخبارية أخرى في وقت سابق من الشهر الحالي عن احتجاز ما لا يقل عن ألفي شخص في مراكز الاحتجاز التابعة “للهيئة” من دون مراعاة انتشار فيروس كورونا المستجد وسطهم.
وأضاف المقال: إن محاولة “فرونت لاين” إعادة تبييض صورة “القاعدة” ليست الأولى من نوعها، فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً خاصاً لمراسلها في الشرق الأوسط بن هوبارد، حاول خلاله التقليل من إرهاب “الهيئة” عبر مقارنته بإرهاب “داعش”، وتلفيق وجود جو من الحياة الطبيعية في إدلب.
وأكد المقال أن الاندفاع المفاجئ لاهتمام المؤسسة الأمريكية الإعلامية بـ”هيئة تحرير الشام” هو مثال آخر على نهج “الباب الدوار” الاستثنائي الذي تتبعه واشنطن تجاه تنظيم “القاعدة”، وتتنقل خلاله بين وصف هذا التنظيم تارة بحليف وقوة وكيلة، وبين وصفه تارة أخرى بالتهديد الأول المفترض على أمن الولايات المتحدة.
وتابع المقال: أما الآن، كما تشير مقابلة “فرونت لاين” مع الجولاني وتقرير “نيويورك تايمز”، فقد حان الوقت مرة أخرى لإعادة تأهيل وتوظيف أحد فروع “القاعدة” لمد واشنطن بالنفوذ والقوة لإعادة استئناف الحرب على سورية.
ورأى المقال أن محاولة إعادة ترميم صورة “القاعدة” والجولاني لا تكشف فقط عن أكاذيب ونفاق وإجرام السياسة الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط، بل إنها تمثل تحذيراً من فظائع جديدة يجري التحضير لها وسط سعي واشنطن للهيمنة على المنطقة والعالم بأسره.