أعطى اجتماع فيينا مؤشرات إيجابية لإمكانية إبقاء الاتفاق النووي مع إيران على قيد الحياة رغم أن إجراءات إتمام التوافق المطلوب أمامها مسار طويل، لكنها بدأت بخطوة أولى مع تشكيل مجموعتي عمل، إحداها ستركز على جعل الولايات المتحدة ترفع العقوبات المفروضة على إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، بينما ستركز الأخرى على تراجع إيران عن الخطوات النووية التي بدأتها رداً على عدم التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي صدرت عن اجتماع فيينا، لكنها لم تبدد بشكل كامل عوامل عدم الثقة ولم تلغ الصعوبات التي تعترض العودة إلى اتفاق كامل, بينما بقيت طهران على مطالبها الثابتة بتأكيد أن لديها خطوة واحدة وليس خطوات وهي أن تشطب الولايات المتحدة العقوبات بالمقابل تراجعها عن الخطوات التي بدأتها نووياً والتي كانت رداً على عدم التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها.
استعادة الاتفاق لا تزال ممكنة، هذا ما أكدته تصريحات الأطراف المشاركة، والرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أنّ فصلاً جديداً من الاتفاق النووي بدأ من فيينا، وهذا إنجاز جديد لبلاده، مشدّداً على أنه إذا أثبتت أميركا جدّيتها وصدقها في رفع العقوبات فإن الإجراءات التعويضية التي اتخذتها إيران ستكون قابلةً للرجوع عنها.
وقال روحاني: أميركا اعترفت للمرة الأولى في التاريخ بهزيمتها في ملفٍ واحدٍ، لافتاً إلى أن أعداء إيران اعترفوا بهزيمة سياسة الضغط القصوى والعقوبات وهذا انتصار للشعب الإيراني.
الإيجابية التي أبداها الأطراف المعنيون باجتماعات فيينا حيال المناقشات وهم ما باتوا يعرفوا بمجموعة 4+1 (أي فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، والإيجابية التي خرجت أيضاً من الطرف الأميركي الذي حضر الاجتماع من دون المشاركة مباشرة في المباحثات، نزلت كالصاعقة على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى توجيه رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن محذراً إياه من الاستمرار بالاتفاق ومستخدماً لغة الحمل الوديع الذي يتعرض للتهديد المستمر من الجوار بينما طائرات كيان العدوان لا تتوقف عن العدوان وقتل الفلسطينيين..