أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى أن الحرب الهجينة التي أطلقها حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد موسكو لها تاريخ طويل لكنها اشتدت في عام 2014، لافتاً إلى أن جائحة كورونا، التي تستخدم كأداة سياسية في دول الاتحاد الأوروبي الغربية، يمكن أن تحول الحرب الهجينة بسهولة إلى حرب تقليدية حقيقية مع التهديد باستخدام الأسلحة النووية.
وقال المقال: يحاول الاتحاد الأوروبي استخدام مجتمع التتار (الأقلية في شبه جزيرة القرم) ليكون جزءاً من حربه الهجينة، أو يسعى لإثارة ثورة ملونة في شبه جزيرة القرم، علماً أن السكان من عرقية التتار طردوا من أجزاء من شبه جزيرة القرم في نهاية الحرب العالمية الثانية، لأن العديد من أفراد مجتمعهم تعاونوا مع النازيين الألمان، لكنهم عادوا تدريجياً إلى القرم خلال خمسة وعشرين عاماً الماضية، وتم إجراء عملية مصالحة ولم تأت وسائل الإعلام الغربية ولا الحكومات الغربية على ذكر ذلك في منافذها الإخبارية، واكتفت بالقول: “إن التتار طردوا!”.
ولفت المقال إلى أن الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم في آذار 2014 والذي صوت إثره 89٪ من مواطني القرم لصالح الاندماج في الاتحاد الروسي كان ذريعة لاستفزازات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا.
ورأى المقال أن أوكرانيا هي الأكثر أهمية والدافع الرئيسي في إثارة الصراع ضد موسكو، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دبرا انقلاباً فيها في عام 2014، وبينما أدى الانقلاب إلى عزل الرئيس الأوكراني المُنتخب فيكتور يانوكوفيتش، فإن البلاد غرقت في حرب أهلية دامية ولم ترغب المنطقتان الشرقيتان لوغانسك ودونيتسك في الانصياع للنظام الانقلابي التابع للاتحاد الأوروبي، وأعلنتا استقلالهما الذاتي.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع في 24 آذار الماضي مرسوماً يوضح أن أوكرانيا تعتزم استعادة شبه جزيرة القرم، لكن روسيا، بالطبع، لن تسلم القرم لأنها أرض روسية بشكل قانوني (منذ استفتاء 2014)، وبالتالي لا يمكن لأوكرانيا أن تأخذ شبه الجزيرة إلا بالقوة وبمساعدة “ناتو”. ويمكن اعتبار المرسوم المشار إليه سابقاً إعلان حرب ضد روسيا، ولم يكن لزيلينسكي أن يوقع عليه من دون موافقة الرئيس بايدن والاتحاد الأوروبي.
وتابع المقال: من جهة أخرى، فقد أعلن الجيش الأوكراني مؤخراً عن بدء مناورات عسكرية مشتركة في غضون بضعة أشهر مع قوات حلف شمال الأطلسي (بمشاركة ما لا يقل عن خمس دول أعضاء في الحلف في مناورات هي الأكبر من نوعها منذ الحرب الباردة)، كما ستستضيف أوكرانيا خلال العام الجاري تدريبات أوكرانية أمريكية وأخرى أوكرانية بريطانية وثالثة أوكرانية رومانية ما يمثل استفزازاً حقيقياً وتهديداً للاتحاد الروسي، فمن حيث الظاهر هو “تدريب”، لكنه جزء من الحرب الهجينة التي تستهدف روسيا.
وأضاف المقال: وفيما يخص بيلاروسيا، فقد حاول الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الولايات المتحدة وضمنها “الدولة العميقة” إجراء ما يسمى بـ”ثورة ملونة” في بيلاروسيا في العام الماضي وهذا من شأنه تمكين “ناتو” والاتحاد الأوروبي من “الاقتراب” من روسيا ويتيح القدرة على نشر قوات حلف شمال الأطلسي على طول حدودها، لكن محاولة الانقلاب فشلت وفشلت معها مساعي الغرب لتثبيت نظام دمية والسيطرة على البلاد.