مساعي واشنطن لكسر العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي

أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن الصين والاتحاد الأوروبي شريكان متكاملان اقتصادياً ويعملان بشكل غير مسبوق على توسيع تعاونهما من خلال الاتفاقية الشاملة للاستثمار (CAI) المعلن عنها في كانون الأول 2020، والتي تمكنهم من ربط اقتصاداتهم بشكل أوثق وتحقيق المنفعة المتبادلة من خلال معادلة رابح- رابح.

ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة تحاول كسر الروابط الثنائية بين بكين وبروكسل بقوة انطلاقاً من مساعيها الحثيثة للهيمنة وحنقها على تحول شركائها عبر الأطلسي من دول حليفة إلى لاعبين مستقلين في العلاقات الدولية، وهذا يتضح من خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بروكسل مؤخراً، ومحاولته تأليب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضد جمهورية الصين الشعبية، وإبعاد الجانبين عن بعضهما.

وقال المقال: التحسن المستمر في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي لا رجعة عنه لأنه يجسد القوة الدافعة للتغيير لاسيما فيما يتعلق بالتكامل الحتمي للقارة الأوروبية والقارة الآسيوية كثمرة للنظام العالمي متعدد الأقطاب الناشئ، حيث تتجه العلاقات الدولية التي بنيت حتى الآن على طرف رابح وطرف خاسر، نحو منظور جديد للمشاركة المربحة للجانبين، في إطار الجهود التي تبذلها الصين لنشر هذا التوجه في جميع أنحاء العالم.

وأشار المقال إلى أن الخطوة التالية لتعزيز العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تتمثل في توسيع تعاونهما الحالي ليشمل مجالات إستراتيجية أخرى مثل الاحتواء المشترك لوباء “كورونا” ومكافحة تغير المناخ وغير ذلك، على الرغم من الضغوط الأمريكية الشديدة التي تتعرض لها بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للاختيار بين شريكها التقليدي وشريكها الجديد في شرق آسيا في هذه المجالات.

وأضاف المقال: على عكس الولايات المتحدة لا تضغط الصين على شركائها سواء فيما يتعلق بأي جانب من جوانب علاقاتهم الثنائية أو علاقاتهم مع أي طرف ثالث، بل جل ما تطلبه بكين هو أن يظل تعاونهم العملي خالياً من أي تأثيرات خارجية ومرتكزاً فقط على السعي لتحقيق نتائج مربحة للجانبين، ما يكشف مدى صدق الصين في تقدير مبادئ التعددية القطبية على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، بخلاف النهج الأمريكي المتمثل في استغلال العوامل الإستراتيجية لعلاقاتها مع دول معينة لتحقيق مصالحها الخاصة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار